وروى محمد بن إسحاق بن يسار عن محمد بن جعفر بن الزبير قال : «نزلت في نصارى نجران ، وذلك أنهم قالوا : إنما نعظم المسيح ، ونعبده ، حبّا لله ، وتعظيما له ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ردا عليهم».
الآيتان : ٥٩ ـ ٦٠. قوله تعالى : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ، الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)
أخرج الواحدي عن المفسرين قالوا : «إن وفد نجران قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : مالك تشتم صاحبنا؟! قال : وما أقول؟! قالوا : تقول : إنه عبد. قال : أجل ، إنه عبد الله ، ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول ، فغضبوا ، وقالوا : هل رأيت إنسانا قط بغير أب ، فإن كنت صادقا ، فأرنا مثله ، فأنزل الله عزوجل هذه الآية».
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : «أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم راهبان من نجران فقال أحدهما : من أبو عيسى؟؟ وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يعجل حتى يؤامر ربّه ، فنزل عليه : (ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ) إلى قوله (فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)
الآية : ٦١. قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ)
أخرج الواحدي عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال : «قدم وفد أهل نجران على النبي صلىاللهعليهوسلم ـ العاقب ، والسيّد ـ فدعاهما إلى السلام ، فقالا : أسلمنا قبلك. قال : كذبتما ، إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الاسلام ، فقالا : هات أنبئنا! قال : حبّ الصليب ، وشرب الخمر ، وأكل لحم الخنزير ، فدعاهما إلى الملاعنة ، فوعداه على أن يغادياه بالغداة ، فغدا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأخذ بيد علي ، وفاطمة ، وبيد الحسن ، والحسين ، ثم أرسل إليهما ، فأبيا أن يجيبا ، فأقرّا له بالخراج ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : والذي