إلا رسومهم. فلا نجد فى العالم غير رسومهم أو (١) ما استخرج من (٢) رسومهم وبنى على أصولهم. ووجدنا من الرّسوم المحدثة التى تشاكل حكمة الحكيم ، ما أحدث فى هذه الأمّة ، واستخرج من اللّغة العربيّة ، وهو النحو والعروض ؛ وهما معياران لكلام العرب. وأخذ اصلهما (٣) عن حكماء الأمّة وأئمّة الهدى ؛ لأنّ النّحو رسمه أمير المؤمنين عليّ (ع) لأبى الأسود الدّؤلي (٤) ، وكان (٥) أمير المؤمنين (ع) حكيم دهره ، بل رأس الحكماء بعد رسول الله (ص) فى هذه الأمّة. فألهمه الله عزوجل استخراج ذلك. ولم يكن نبيا ، بل كان مرّوعا محدّثا وسبيل المروّعين المحدّثين فى هذه الأمّة سبيل الأنبياء فى (٦) الامم ؛ وحكمتهم مستفادة من محمّد (ص) وكان على (ع) مختصا بذلك من بين الأمّة ، أودعه النبىّ أسرارا (٧) فضّله بها على غيره ، فعلّمها هو (٨) المستحقّين من الأمّة. فمنها ما (٩) اختصّ بها قوما من الخاصّة وسترها (١٠) عن العامّة ، ومنها ما بذلها للخاصّة والعامّة. والنّحو يشاكل (١١) حكمة الحكماء ، وإن لم يكن من أسباب الدّيانة. وهو (ع) استخرجه من لغة العرب ورسمه (١٢) لأبى الأسود الدّؤلي (١٣) ، فأخذه (١٤) عنه وقاس عليه ، ثم أخذ عنه النّاس ، فاتسعوا فى القياس فيه.
(٩) وكذلك (١٥) العروض ، أخذ أصله الخليل بن أحمد من رجل من أصحاب على بن الحسين بن على بن أبى طالب (ع) ، وكان أيضا حكيم دهره وإمام زمانه. ثم قاس عليه الخليل بن أحمد وأخرجه إلى النّاس. فهذان الأصلان
__________________
(١) او : وA (٢) من : ـ C (٣) ـ اصلهما : اصلهاA (٤) الدؤلي : الديلمى A (٥) وكان : ـ C (٦) ـ الأنبياء فى : ـ A (٧) ـ اسرارا : اسرارBC ـ (٨) ـ هو : ـ C (٩) ما : من C (١٠) ـ سترها : سترA (١١) ـ يشاكل : مشكل C (١٢) ـ رسمه : وسمه B (١٣) الدؤلي : الديلمى A (١٤) فاخذه : واخذه A (١٥) ـ وكذلك : ـ C