حتّى أقْدِم عليه
فيُقْرِئنيه ويقول لي : يا عليّ ، أنزَلَ اللهُ بعدك كذا وكذا ، وتأويله كذا وكذا
، فيعلّمني تنزيله وتأويله» .
نعم لقد علّم رسول الله صلىاللهعليهوآله الإمام عليّاً عليهالسلام شأن نزول الآيات ، فِيمَ
نزلت؟ وأين نزلت ، وما جاء في تفسيرها وتأويلها؟ لأنّه خليفته ، وكان يعرف خفايا
الأمور وروح الأحكام ، وهو ما أعطاء الله إياه ، فكان الإمام يعلن استعداده في
إعطاء ما عرفه من العلوم للنّاس ، متى احتاجوا إليها.
كما كان في إرجاع رسول الله صلىاللهعليهوآله الناسَ إلى الإمام
علي عليهالسلام
، له دلالة على لياقته وأفضليته على الآخرين ، وأنّ القرآن على ارتباط بالعترة منذ
عصرالرسول حتى يوم القيامة.
فالسؤال هنا هو : إذا كان عليّ بن أبي
طالب عليهالسلام
بهذه المنزلة العلمية ـ وهوكذلك ـ فهل يُعقَل أن لايكون له مصحف مدوَّن ، وهو
الواقف على التنزيل والتأويل ، والقائل بأنّه يعلم بنزول الآيات ، أهي نزلت بليل
أم بنهار ، وفيم نَزَلَت ومتى نزلت؟ والمصرِّح بأنّه كتب كل آية أنزلها الله على
محمّد بخطه مجرداً عن التفسير والتأويل مرةً ، ومعه مرةً أخرى؟
فإذا كان كذلك ـ وهوكذلك ـ فأين ذهب
ماكتبه عليهالسلام
بخطه ، هل فُقد؟ أم هو موجود عند أهل بيته؟ أو في المكتبات؟
__________________