وإذا قلنا بوجوده في المكتبات في العالم ، فهل يخالف هذا القول بوجوده عند أهل بيته وأنّ الإمام الحجّة سيأتي به عند ظهوره عليهالسلام؟ أم أنّ هذا الكلام لا يخالفه إذ يمكن الجمع بينهما وذلك القول بوجود نسختين من المصحف عند الإمام؟ لكن هل رُتِّبا بشكل واحد أو بترتيبين؟
بلى ، قد خاطب الفضل بن شاذان (ت ٢٦٠ هـ) العامة احتجاجاً عليهم بما لفظه :
ورويتم أنّ إبطاء عليّ على أبي بكر البيعةَ على ما زعمتم لتأليف القرآن ، فأين ذهب ما ألّفه عليّ بن أبي طالب حتّى صرتم تجمعونه من أفواه الرجال؟ ومن صحفٍ زعمتم كانت عند حفصة بنت عمربن الخطاب (١)؟!
وقال الجاحظ (ت ٢٥٥ هـ) : فإن سألناهم عن أصحاب الحروف والقراءات والوجوه الذين بقراءتهم يقرأ الناس ، وبقدر اختلافهم اختلف الناس ، قالوا : زيد بن ثابت ، وأُبي بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، ولم يُذكَر معهم ، لأنّا شاهدنا الناس يقولون : هذا في قراءة عبد الله بن مسعود ، وهكذا هو مصحف عبد الله ، وهذا في قراءة أُبي ، وهكذا هو في مصحف أُبي ، وهذا في قراءة زيد ، وهكذا هو في مصحف زيد ، ولم نرهم يقولون : هذا في قراءة عليّ ، وهكذا هو في مصحف عليّ (٢)؟
__________________
(١) الإيضاح : ٢٢٢ بعض ما ورد عن النبيّ في اُبيّ وابن مسعود.
(٢) العثمانية : ٩٣.