٢٠٢٥ ـ الحويرث بن الرئاب : له إدراك. وجرت له قصة مع عمر تقتضي أنه كان في زمانه رجلا مقبول القول : قال ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت : حدّثنا أبو بكر المدائني أحمد بن منصور ، حدثنا ابن عفير ، حدثنا يحيى بن أيّوب ، عن ابن الهادي ، عن محمد بن إبراهيم ، عن الحويرث بن الرئاب ، قال : بينا أنا بالأثاثة إذ خرج علينا إنسان من قبر يلهب وجهه ورأسه يلز في جامعة من حديد ، فقال : اسقني ، اسقني من الإداوة ، وخرج إنسان في أثره فقال : لا تسق الكافر لا تسق الكافر ، فأدركه فأخذ بطرف السلسلة فجذبه إليه فكبله ثم جرّه حتى دخلا القبر جميعا.
قال الحويرث : فنزلت فصليت المغرب والعشاء ، ثم ركبت حتى أصبحت بالمدينة ، فأتيت عمر بن الخطاب فأخبرته فقال : يا حويرث ، والله أتّهمك ، ولقد أخبرتني خبرا شديدا ، ثم أرسل إلى مشيخة من أهل الصفراء ، قد أدركوا الجاهليّة ، فقال : إن هذا أخبرني كذا ، ولست أتهمه ، حدّثهم يا حويرث ما حدثتني ، فحدثتهم ، فقالوا : قد عرفنا هذا يا أمير المؤمنين ، هذا رجل من بني غفار مات في الجاهلية ، فحمد الله عمر وسرّ بذلك حين قالوا له : إنه مات في الجاهليّة ، ثم سألهم عنه ، فقالوا : كان رجلا من خير رجال الجاهلية ، ولم يكن يقري الضيف حقا.
الحاء بعدها الياء
٢٠٢٦ ـ حياض بن (١) : قيس بن الأعور من بني قشير بن كعب القشيري.
قال هشام بن الكلبيّ : شهد اليرموك فقتل من العلوج خلقا يقال ألف رجل (٢) ، وقطعت رجله وهو لا يشعر ، ثم جعل ينشدها ، وفي ذلك يقول سوّار بن أبي أوفى :
ومنّا ابن عتّاب وناشد رجله |
|
ومنّا الّذي أدّى إلى الحي حاجبا |
[الطويل]
وأنشد له المرزبانيّ يخاطب فرسه يوم اليرموك بعد أن قطعت رجله :
أقدم حذام إنّها الأساوره |
|
ولا تغرّنّك رجل نادره |
أنا القشيريّ أخو المهاجرة |
|
أضرب بالسّيف رءوس الكافرة |
[الرجز]
__________________
(١) في أ : حباش بن قيس بن الأعور من بني قشير.
(٢) سقط في أ.