طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه ، قال : أدركت الجاهلية وأتانا رسول رسول الله صلىاللهعليهوسلم باليمن فأسلمنا.
وساقه ابن شاهين مطوّلا. وزعم أبو أحمد العسكريّ أن جبير بن نفير اثنان : أحدهما كندي ، وهو الّذي وفد ، والآخر حضرميّ ، وليست له صحبة ولا وفادة.
قلت : وقد غلط في ذلك ، وسببه أنه وقع له الحديث من رواية جبير بن نفير أنه وفد على النبيّ صلىاللهعليهوسلم. والصّواب عن جبير بن نفير ، عن أبيه ، كما سيأتي.
[الجيم بعدها الدال والراء]
١٢٧٨ ز ـ جد جميرة ـ بجيمين ويقال خرخسرة ـ بمعجمتين وسين مهملة ـ الفارسيّ ، رسول باذان إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم بأمر كسرى ، ثم أسلم بعد.
روى أبو سعيد النّيسابوريّ في كتاب «شرف المصطفى» ، من طريق ابن إسحاق ، عن الزهريّ ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، قال : لما قدم كتاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى كسرى ، وقرأه ومزقه كتب إلى باذان وهو عامله باليمن أن ابعث إلى هذا الرجل الّذي بالحجاز رجلين جلدين من عندك فليأتياني به. فبعث باذان قهرمانه وهو أبا نوه ، وكان كاتبا حاسبا بكتاب فارس ، وبعث معه رجلا من الفرس يقال له جد جميرة ، وكتب معهما إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأمره أن يتوّجه معهما إلى كسرى ، وقال لقهرمانه : انظر إلى الرجل وما هو وكلّمه وائتني بخبره.
فخرجا حتى قدما الطّائف ، فوجدا رجالا من قريش تجارا ، فسألوهم عنه ، فقالوا : هو بيثرب ، واستبشروا فقالوا : قد نصب له كسرى ، كفيتم الرجل.
فخرجا حتى قدما المدينة فكلمه أبا نوه ، فقال : إن كسرى كتب إلى باذان أن يبعث إليك من يأتيه بك ، وقد بعثني لتنطق معي ، فقال : ارجعا حتى تأتياني غدا.
فلما غدوا عليه أخبرهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأن الله قتل كسرى ، وسلط عليه ابنه شيرويه في ليلة كذا من شهر كذا. فقالا : أتدري ما تقول؟ أنكتب بهذا إلى باذان؟ قال : نعم ، وقولا له : إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك. ثم أعطى جد جميرة منطقة كانت أهديت له فيها ذهب وفضة ، فقدما على باذان فأخبراه ، فقال : والله ما هذا بكلام ملك ، ولننظرنّ ما قال. فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه :
أما بعد فإنّي قتلت كسرى غضبا لفارس لما كان يستحلّ من قتل أشرافها ، فخذ لي الطاعة ممّن قبلك ، ولا تهجّن الرّجل الّذي كتب لك كسرى بسببه بشيء.