الْأَرْضِ : (١).
١٣ ـ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ الْعَطَّارِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع ، فَدَعَا بِالْخِوَانِ فَتَغَدَّيْنَا (٢) ثُمَّ جَاءُوا بِالطَّشْتِ وَالدَّسْتِ سِنَانَهْ (٣) فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ـ قَوْلُهُ : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) الطَّشْتُ وَالدَّسْتُ سِنَانَهْ مِنْهُ فَقَالَ : وَالْفِجَاجُ (٤) وَالْأَوْدِيَةُ وَأَهْوَى بِيَدِهِ كَذَا وَكَذَا (٥).
١٤ ـ عَنْ حَرِيزٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ لَمَّا أَنْ خَلَقَ اللهُ آدَمَ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يَسْجُدُوا لَهُ ، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ فِي أَنْفُسِهَا : مَا كُنَّا نَظُنُّ أَنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقاً أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنَّا ، فَنَحْنُ جِيرَانُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ خَلْقِهِ إِلَيْهِ ، فَقَالَ اللهُ : (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي) ... (أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما) ... (تَكْتُمُونَ) فِيمَا أَبْدَوْا مِنْ أَمْرِ بَنِي الْجَانِّ ، وَكَتَمُوا مَا فِي أَنْفُسِهِمْ فَلَاذَتِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ قَالُوا مَا قَالُوا بِالْعَرْشِ (٦).
١٥ ـ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع عَنْ إِبْلِيسَ أَكَانَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَوْ كَانَ يَلِي شَيْئاً مِنْ أَمْرِ السَّمَاءِ فَقَالَ : لَمْ يَكُنْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَكَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تَرَى أَنَّهُ مِنْهَا ، وَكَانَ اللهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْهَا ، وَلَمْ يَكُنْ يَلِي شَيْئاً مِنْ أَمْرِ السَّمَاءِ وَلَا كَرَامَةَ ، فَأَتَيْتُ الطَّيَّارَ (٧) فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا سَمِعْتُ فَأَنْكَرَ ـ وَقَالَ : كَيْفَ لَا يَكُونُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَاللهُ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ (اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) فَدَخَلَ عَلَيْهِ الطَّيَّارُ فَسَأَلَهُ وَأَنَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ قَوْلُ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فِي غَيْرِ مَكَانٍ فِي مُخَاطَبَةِ الْمُؤْمِنِينَ ـ أَيَدْخُلُ فِي هَذِهِ الْمُنَافِقُونَ فَقَالَ : نَعَمْ يَدْخُلُونَ
__________________
(١) البرهان ج ١ : ٧٥.
(٢) تغدّى : أكل أوّل النّهار.
(٣) كذا في النّسخ واستظهر في هامش نسخة البحار أن الصّحيح «ثمّ جاءوا بالطّشت والدّست شويه» في الموضعين وعليه فالكلمة فارسيّة. وهو الإناء المعدّ لغسل اليد.
(٤) الفجاج جمع الفجّ : الطّريق الواضح بين الجبلين. وفي بعض النّسخ «العجاج» وهو بمعنى والغبار.
(٥ ـ ٦) البحار ج ٥ : ٣٩ ـ ٤٠. البرهان ج ١ : ٧٥.
(٧) المشهور بهذا اللّقب محمّد بن عبد الله وقد يطلق على ابنه حمزة بن الطّيّار.