فِيهَا وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ ـ وَهُوَ قَوْلُ الْمَلَائِكَةِ (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ) كَمَا سَفَكَتْ بَنُو الْجَانِّ ، فَأَهْلَكَهُمْ اللهُ ـ ثُمَّ بَدَأَ اللهُ فَخَلَقَ آدَمَ وَقَدَّرَ لَهُ عَشْرَةَ أَلْفَ عَامٍ ، وَقَدْ مَضَى مِنْ ذَلِكَ سَبْعَةُ آلَافِ عَامٍ وَمِائَتَانِ ـ وَأَنْتُمْ فِي آخِرِ الزَّمَانِ (١).
٩ ـ قَالَ : قَالَ زُرَارَةُ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع فَقَالَ : أَيُّ شَيْءٍ عِنْدَكَ مِنْ أَحَادِيثِ الشِّيعَةِ فَقُلْتُ : إِنَّ عِنْدِي مِنْهَا شَيْئاً كَثِيراً ـ قَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوقِدَ لَهَا نَاراً ثُمَّ أُحْرِقَهَا ـ فَقَالَ وَارِهَا تَنْسَى مَا أَنْكَرْتَ مِنْهَا فَخَطَرَ عَلَى بَالِ الآدميون (٢) فَقَالَ لِي : مَا كَانَ عِلْمُ الْمَلَائِكَةِ حَيْثُ قَالُوا (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ) (٣).
١٠ ـ قَالَ : وَكَانَ يَقُولُ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ هُوَ كَسْرٌ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع إِنَّ آدَمَ كَانَ لَهُ فِي السَّمَاءِ خَلِيلٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ـ فَلَمَّا هَبَطَ آدَمُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ـ اسْتَوْحَشَ الْمَلَكُ وَشَكَا إِلَى اللهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ ـ فَيَهْبِطَ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَهُ فَهَبَطَ عَلَيْهِ ، فَوَجَدَهُ قَاعِداً فِي قَفْرَةٍ مِنَ الْأَرْضِ ، فَلَمَّا رَآهُ آدَمُ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَصَاحَ صَيْحَةً ـ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع : يَرْوُونَ أَنَّهُ أَسْمَعَ عَامَّةَ الْخَلْقِ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ : يَا آدَمُ مَا أَرَاكَ ـ إِلَّا قَدْ عَصَيْتَ رَبَّكَ وَحَمَلْتَ عَلَى نَفْسِكَ مَا لَا تُطِيقُ ، أَتَدْرِي مَا قَالَ اللهُ لَنَا فِيكَ فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ قَالَ : لَا ـ قَالَ : «قَالَ (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) قُلْنَا (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ) فَهُوَ خَلَقَكَ أَنْ تَكُونَ فِي الْأَرْضِ يَسْتَقِيمُ أَنْ تَكُونَ فِي السَّمَاءِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع : وَاللهِ عُزِّيَ بِهَا آدَمُ ثَلَاثاً (٤).
١١ ـ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) مَا ذَا عَلَّمَهُ قَالَ : الْأَرَضِينَ وَالْجِبَالَ وَالشِّعَابَ وَالْأَوْدِيَةَ ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى بِسَاطٍ تَحْتَهُ فَقَالَ : وَهَذَا الْبِسَاطُ مِمَّا عَلَّمَهُ (٥).
١٢ ـ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) مَا هِيَ قَالَ : أَسْمَاءُ الْأَوْدِيَةِ وَالنَّبَاتِ وَالشَّجَرِ وَالْجِبَالِ مِنْ
__________________
(١) البرهان ج ١ : ٧٥.
(٢) كذا في نسخة الأصل وفي نسخة البرهان هكذا «فقال وارها تنسى ما أنكرت منها فخطر على بالي الآدميون اه» وكتب في هامشها أيّ الأجل المنسوبة بآدم (ع).
(٣) البرهان ج ١ : ٧٥.
(٤) البحار ج ٥ : ٥٧ ـ ٥٨ و ٣٩. البرهان ج ١ : ٧٥.
(٥) الصّافي ج ١ : ٧٤. البحار ج ٥ : ٥٧ ـ ٥٨ و ٣٩. البرهان ج ١ : ٧٥.