فِي هَذِهِ الْمُنَافِقُونَ وَالضُّلَّالُ ـ وَكُلُّ مَنْ أَقَرَّ بِالدَّعْوَةِ الظَّاهِرَةِ (١).
١٦ ـ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ إِبْلِيسَ أَكَانَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَوْ هَلْ كَانَ يَلِي شَيْئاً مِنْ أَمْرِ السَّمَاءِ ـ قَالَ : لَمْ يَكُنْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ـ وَلَمْ يَكُنْ يَلِي شَيْئاً مِنْ أَمْرِ السَّمَاءِ وَ (كانَ مِنَ الْجِنِ) ، وَكَانَ مَعَ الْمَلَائِكَةِ وَكَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تَرَى أَنَّهُ مِنْهَا ، وَكَانَ اللهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْهَا ، فَلَمَّا أُمِرَ بِالسُّجُودِ كَانَ مِنْهُ الَّذِي كَانَ (٢).
١٧ ـ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع إِنَّ أَوَّلَ كُفْرٍ كُفِرَ بِاللهِ حَيْثُ خَلَقَ اللهُ آدَمَ كُفْرُ إِبْلِيسَ حَيْثُ رَدَّ عَلَى اللهِ أَمْرَهُ ، وَأَوَّلَ الْحَسَدِ حَيْثُ حَسَدَ ابْنَ آدَمَ أَخَاهُ ، وَأَوَّلَ الْحِرْصِ حِرْصُ آدَمَ ، نُهِيَ عَنِ الشَّجَرَةِ فَأَكَلَ مِنْهَا فَأَخْرَجَهُ حِرْصُهُ مِنَ الْجَنَّةِ (٣).
١٨ ـ عَنْ بَدْرِ بْنِ خَلِيلٍ الْأَسَدِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ص ، أَوَّلُ بُقْعَةٍ عُبِدَ اللهُ عَلَيْهَا ظَهْرُ الْكُوفَةِ لَمَّا أَمَرَ اللهُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يَسْجُدُوا لِآدَمَ سَجَدُوا عَلَى ظَهْرِ الْكُوفَةِ (٤).
١٩ ـ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُوسَى الْوَاسِطِيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى ع عَنِ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ أَيُّهُمَا أَقْدَمُ فَقَالَ : مَا عَهْدِي بِكَ تُخَاصِمُ النَّاسَ ، قُلْتُ : أَمَرَنِي هِشَامُ بْنِ الْحَكَمِ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ذَلِكَ ـ فَقَالَ لِي : الْكُفْرُ أَقْدَمُ وَهُوَ الْجُحُودُ ـ قَالَ لِإِبْلِيسَ (أَبى
__________________
(١) البحار ج ٥ : ٤٠ وج ١٤ : ٦١٩. البرهان ج ١ : ٧٩ وقال المجلسيّ «ره» بعده : حاصله إن الله تعالى إنّما أدخله في لفظ الملائكة لأنّه كان مخلوطا بهم وكونه ظاهرا منهم وإنّما وجه الخطاب في الأمر بالسّجود إلى هؤلاء الحاضرين وكان من بينهم فشمله الأمر ، أو المراد أنّه خاطبهم بيا أيّها الملائكة مثلا وكان إبليس أيضا مأمورا لكونه ظاهرا منهم ومظهرا لصفاتهم كما أن خطّاب (يا أيّها الّذين آمنوا) يشمل المنافقين لكونهم ظاهرا من المؤمنين وأمّا ظنّ الملائكة فيحتمل أن يكون المراد أنّهم ظنّوا أنّه منهم في الطّاعة وعدم العصيان لأنّه يبعد أن لا يعلم الملائكة أنّه ليس منهم مع أنّهم رفعوه إلى السّماء وأهلكوا قومه فيكون من قبيل قولهم (ع) سلمان منّا أهل البيت على أنّه يحتمل أن يكون الملائكة ظنّوا أنّه كان ملكا جعله الله حاكما على الجانّ ويحتمل أن يكون هذا الظّنّ من بعض الملائكة الّذين لم يكونوا بين جماعة منهم قتلوا الجانّ ورفعوا إبليس.
(٢) البحار ج ١٤ : ٦١٩. البرهان ج ١ : ٧٩. الصّافي ج ١ : ٧١.
(٣ ـ ٤) البحار ج ٥ : ٤٠. وأخرج الأخير منهما الفيض (ره) في الصّافي (ج ١ : ٧٨) أيضا.