بسبعة ايام ، قرأ القرآن واشتغل ودرس بالمسمارية وغيرها ، واستنابه قاضي القضاة شرف الدين ابن قاضي الجبل باشارة قاضي القضاة تاج الدين بن السبكي الشافعي رحمهالله تعالى ، قال الشيخ شهاب الدين بن حجي السعدي نشأ في صيانة وديانة ، سمع شيئا من الحديث ، ومات رحمهالله تعالى معزولا وكان رئيسا نبيلا لم يبق في الحنابلة أنبل منه ، وكان حسن الشكل كثير التواضع والحياء لا يمر بأحد الا ويسلم عليه ، وكان كثير الاحسان والاكرام ، قليل المداخلة لأمور الدنيا ، توفي يوم الاثنين ثالث عشر رجب سنة ثمانمائة بمنزله بالصالحية مطعونا وانقطع ستة أيام ، وصلي عليه بعد الظهر بالجامع الأفرم ، تقدم بالصلاة عليه الشيخ علي بن أيوب ، ودفن في داره ، وشيعه جماعة كثيرون ، وقد كمل خمسين سنة الا شهرين ويومين قاله ابن مفلح شيخنا ، ولم يذكر هنا انه تولى مستقلا ، بل ذكره في ترجمة اخيه تقي الدين احمد ثم تولى بعده القاضي شمس الدين النابلسي ، هو محمد ابن أحمد بن محمود الشيخ الامام العلامة قاضي القضاة شمس الدين النابلسي ، تفقه على الشيخ شمس الدين بن عبد القادر ، وقرأ عليه العربية واحكمها ، ثم قدم دمشق بعد السبعين ، وقاضي الحنابلة اذا ذاك علاء الدين علي العسقلاني واستمر في طلب العلم ، وحضر حلقة قاضي القضاة بهاء الدين السبكي ، ثم جلس في الجوزية يشهد ، واشتهر امره وعلا صيته ، وكان له معرفة تامة وكتابة حسنة وقصد في الاشتغال ، ولم يزل يترقى حتى سعى على قاضي القضاة علاء الدين بن المنجا لأمر وقع بينهما فولي في شهر ربيع الآخرة سنة ست وتسعين وسبعمائة ، ووقع له العزل والولاية مرات وكانت له حلقة لاقراء العربية يحضره الفضلاء ، درس بدار الحديث الأشرفية بالسفح والحنبلية ، وله حرمة وأبهة زائدة ، لكن باع من الأوقاف كثيرا رحمهالله تعالى ، توفي رحمهالله تعالى في ليلة السبت ثاني عشر المحرم سنة خمس وثمانمائة بمنزله بالصالحية ، ودفن رحمهالله تعالى بها. قال شيخنا قاضي القضاة برهان الدين ابن مفلح في المحمدين من طبقاته رحمهالله تعالى : زاد الأسدي ، عزل وولي خمس مرات وحكم بفسقه في جمادى الأولى سنة أربع.