فنكّس مليّا ثم رفع رأسه فقال : أفضّل القصد عند الجدّة ، وأفضّل العفو عند المقدرة (١).
سعيد بن عامر ، عن جويرية بن أسماء قال : قال عمر بن عبد العزيز : إنّ نفسي نفس توّاقة ، لم تعط من الدنيا شيئا إلّا تاقت إلى ما هو أفضل منه. قال سعيد : يريد الجنة (٢).
حمّاد بن واقد : سمعت مالك بن دينار يقول : النّاس يقولون : إنّي زاهد ، إنّما الزّاهد عمر بن عبد العزيز الّذي أتته الدنيا فتركها.
الفسوي : حدّثني إبراهيم بن هشام بن يحيى ، حدّثني أبي ، عن عبد العزيز بن عمر قال : دعاني المنصور قال : كم كانت غلّة عمر بن عبد العزيز حين أفضت إليه الخلافة؟ قلت : خمسون ألف دينار ، فقال : كم كانت غلّته يوم مات؟ قلت : ما زال يردّها حتى كانت مائتي دينار (٣). وحدّثني إبراهيم بن هشام ، عن أبيه ، عن جدّه عن مسلمة بن عبد الملك قال : دخلت على عمر بن عبد العزيز ، فإذا عليه قميص وسخ فقلت لامرأته فاطمة ، وهي أخت مسلمة ، اغسلوا قميص أمير المؤمنين. قالت : نفعل (٤) ، ثم عدت فإذا القميص على حاله ، فقلت لها! فقالت : والله ما له قميص غيره (٥).
إسماعيل بن عيّاش ، عن عمرو بن مهاجر ، قال : كانت نفقة عمر بن عبد العزيز كلّ يوم درهمين.
سعيد بن عامر ، عن عون بن المعتمر قال : دخل عمر بن عبد العزيز
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٥ / ٤٠٢.
(٢) قال في سير أعلام النبلاء ٥ / ١٣٤ : «فلما أعطيت مالا أفضل منه في الدنيا ، تاقت إلى ما هو أفضل منه ، يعني الجنّة».
(٣) قارن الخبر بما في حلية الأولياء ٥ / ٢٥٧ ، ففيه أن غلّة عمر كانت أربعين ألف دينار ، ثم قلّت إلى أربعمائة دينار. وانظر ج ٥ / ٢٥٨ ، وفي المعرفة والتاريخ ١ / ٦٠٥ رواية ـ أخرى.
(٤) في الأصل «نقعد» وهو تصحيف.
(٥) الطبقات الكبرى ٥ / ٢٩٧ ، سيرة عمر لابن عبد الحكم ٥٠ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٦٠٠ ، سيرة عمر لابن الجوزي ١٥٣ ، صفة الصفوة ٢ / ١٢٠.