وقال ابن سعد (١) : كان ثقة عالما (٢) فقيها ، كثير الحديث.
أخبرنا إسحاق الأسدي ، أنبأ ابن خليل ، أنا أبو المكارم اللّبّان ، أنبأ أو عليّ المقرئ ، أنبأ أبو نعيم ، ثنا أبو بكر بن خلّاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، ثنا ابن جريج ، أخبرني يونس بن يوسف ، عن سليمان بن يسار قال : تفرّق النّاس عن أبي هريرة ، فقال له ناتل (٣) أخو أهل الشام : يا أبا هريرة ، حدّثنا حديثا سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أوّل النّاس يقضى فيه يوم القيامة ، ثلاثة : رجل استشهد ، فأتي به ، فعرّفه الله نعمة فعرفها ، فقال : ما عملت فيها؟ قال : قاتلت في سبيل حتى استشهدت ، فقال : كذبت ، إنما أردت أن يقال فلان جريء ، وقد قيل ، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النّار. ورجل تعلّم العلم وعلّمه ، وقرأ القرآن ، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها؟ قال : تعلّمت العلم وعلّمته ، وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ، ولكنّك تعلّمت العلم ليقال : عالم. وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل (٤). فأمر به ، فسحب على وجهه إلى النّار. ورجل آتاه الله من أنواع المال ، فأتي به فعرّفه نعمه ، فعرفها ، فقال : ما عملت فيها؟ قال : ما تركت من شيء يجب أن ينفق فيه إلّا أنفقت فيه لك ، فقال : كذبت ، إنّما أردت أن يقال : فلان جواد ، فقد قيل ، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النّار». هذا حديث صحيح (٥).
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٥ / ١٧٥.
(٢) اللفظ في الطبقات «عاليا».
(٣) هو ناتل بن قيس الخرامي الشامي من أهل فلسطين ، وهو تابعي ، وكان أبوه صحابيا ، وكان ناتل كبير قومه. (انظر التاريخ لابن معين ٢ / ٦٠١ وتهذيب الكمال ٣ / ١٤٠١).
(٤) الجملة المحصورة بين حاصرتين ساقطة من الأصل. والاستدراك من صحيح مسلم.
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه (١٩٠٥) في الإمارة ، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ، وأحمد في مسندة ٢ / ٣٢٢ من طريق ابن جريج ، عن يونس بن يوسف ، عن سليمان بن يسار. وانظر : حلية الأولياء ٢ / ١٩٢.