وقد قيل : معنى فقدرنا النطفة والعلقة والمضغة ، وقال الضحاك : فقدرنا فملكنا. (فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) رفع بنعم ، والتقدير : فنعم القادرون نحن.
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (٢٤)
بقدرة الله جلّ وعزّ على هذه الأشياء وغيرها.
(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً) (٢٥)
يقال : كفته إذا جمعه وأحرزه فالأرض تجمع الناس على ظهرها أحياء وفي بطنها أمواتا. واشتقاق هذا من الكفتة وهي وعاء الشيء وكذا الكفتة.
(أَحْياءً وَأَمْواتاً) (٢٦)
نصب على الحال أي نكفتهم في هذه الحال ، ويجوز أن يكون منصوبا بوقوع الفعل عليه أي تكفت الأحياء والأموات.
(وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً) (٢٧)
(وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ) روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : يقول جبالا مشرفات ، قال : و (ماءً فُراتاً) عذبا وروى عنه عكرمة «ماء فراتا» سيحان وجيحان والفرات والنيل ، قال : وكل ماء عذب في الدنيا فمن هذه الأنهار الأربعة.
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٢٨) انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) (٢٩)
(انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) (٢٩) أي يقال لهم ، وزعم يعقوب الحضرمي أن بعض القراء قرأ «انطلقوا» بفتح اللام على أنه فعل ماضي ، وأما الأول فلم يختلف فيها.
(لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ) (٣١)
(لا ظَلِيلٍ) نعت لظلّ أي غير ظليل من الحرّ ولا يقي لهب النار.
(إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ) (٣٢)
(إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ) لغة أهل الحجاز كما قال :] الوافر]
٥٢١ ـ وتوقد ناركم شررا ويرفع |
|
لكم في كلّ مجمعة لواء (١) |
__________________
(١) الشاهد لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ٨٥ ، ولسان العرب (جمع) ، وتاج العروس (جمع) ، وديوان المفضليات ٥٦.