(وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ
وَعَذاباً أَلِيماً)
(١٣)
(إِنَّ لَدَيْنا
أَنْكالاً) اسم «إنّ» الواحد نكل (وَجَحِيماً وَطَعاماً
ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً) (١٣) نسق كلّه ،
والمعنى عندنا هذا.
(يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ
وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً)
(١٤)
قال الفراء : هلت التراب إذا حرّكت أسفله فسقط أعلاه ، وقال أبو عبيد
: يقال لكلّ شيء أرسلته ، إرسالا من رمل أو تراب أو طعام أو نحوه : قد هلته أهيله
هيلا إذا أرسلته فهو مهيل. قال أبو جعفر : الأصل مهيول فاعلّ فألقيت حركة الياء
على الهاء فالتقى ساكنان ، واختلف النحويون بعد هذا فقال الخليل وسيبويه : حذفت الواو لالتقاء الساكنين لأنها زائدة وكسرت الهاء
لمجاورتها الياء فقيل : مهيل ، وزعم الكسائي والفراء والأخفش أن هذا خطأ ؛ والحجة
لهم أن الواو جاءت لمعنى فلا تحذف ولكن حذفت الياء فكان يلزمهم على هذا أن يقولوا
: مهول فاحتجّوا بأن الهاء كسرت لمجاورتها الياء فلمّا حذفت الياء انقلبت الواو
ياء لمجاورتها الكسرة. قال أبو جعفر : وهذا باب التصريف وغامض النحو ، وقد أجمعوا
جميعا على أنه يجوز مهيول ومبيوع ومكيول ومغيوم.
قال أبو زيد : هي
لغة لتميم ، وقال علقمة بن عبدة :] البسيط]
٥٠٥ ـ يوم رذاذ
عليه الدّجن مغيوم
فهذا جائز في ذوات
الياء ، ولا يجيزه البصريون في ذوات الواو ، ولا يجوز عندهم خاتم مصووغ ولا كلام
مقوول ، لثقل هذا لأنه قد اجتمعت واوان وضمة ، وهم يستثقلون الواحدة ويفرّون منها.
قال جلّ وعزّ : (وَإِذَا الرُّسُلُ
أُقِّتَتْ)] المرسلات : ١١] كذا في المصحف المجتمع عليه. قال الشاعر :]
الرجز]
٥٠٦ ـ لكلّ دهر قد
لبست أثؤبا
__________________