ثابت وهي قراءة عاصم ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي ، وقرأ المدنيون وأبو عمرو (فِي عَمَدٍ) (١) وإذا جاء الشيء على هذا الاجتماع حظر في الديانة أن يقال : إحداهما أولى من الأخرى. وأجود ما قيل هكذا أنزل كما قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف» (٢) ولكن تلخّص القراءات من العربية فيقال : عمود وعمد فهكذا فعول وفعيل وفعال يجمعن على فعل نحو كتاب وكتب ورغيف ورغف ، وقد قالوا : أديم وأدم ، وهذا كعمود وعمد اسم للجميع لا جمع على الحقيقة وكذا أفيق وأفق وإهاب وأهب ونعيم ونعم ، وقال : خادم وخدم فأما معنى «في عمد» فقد تكلّم فيه أهل التفسير وأهل العربية. قال عطاء الخراساني يعني عمدا من نار ممددة عليهم ، وقال ابن زيد : (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) أي هم مغلّلون بعمد من حديد قد احترقت فصارت نارا ، وقيل : توصد عليهم الأبواب أي تطبق ويقام عليها عمد من حديد ليكون ذلك أشدّ ليأسهم من الخروج ، وقيل «في عمد» أي بين عمد ، كما تقول : فلان في القوم أي بينهم ، وقيل مع عمد ، كما قال :] الطويل]
٥٨٧ ـ وهل ينعمن من كان آخر عهده |
|
ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال (٣) |
أي مع ، وسمعت علي بن سليمان يقول : «في» على بابها أي ثلاثين شهرا داخلة في ثلاثة أحوال. قال أبو جعفر ؛ ومن أجلّ ما يروى في الآية ما يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أتدرون كيف أبواب النار؟ قلنا : مثل أبوابنا هذه فقال : لا ، إنّ بعضها فوق بعض «ممدّدة» بالخفض نعت لعمد ، وبالرفع نعت لموصدة أو خبر بعد خبر.
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٨٢ ، والبحر المحيط ٨ / ٥١٠ ومعاني الفراء ٣ / ٢٩٠.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده ٢ / ٢٣٢ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٥٠ ، وابن كثير في تفسيره ٢ / ٩ ، والهيثمي في موارد الظمآن (١٧٧٩).
(٣) مرّ الشاهد رقم (٣٩٦).