ونظير ذلك قال صاحب الشرح الكبير (١).
وقال في المغني في فصل التوبة من الكتاب المزبور : «وقد ذكر القاضي أنّ التائب من البدعة يعتبر له مضي سنة لحديث صبيغ رواه أحمد في الورع قال : ومن علامة توبته أن يجتنب من كان يواليه من أهل البدع ويوالي من كان يعاديه من أهل السُنّة ...» (٢).
أقول :
فالرفض أحد تعاريفه لديهم هو : من يعتقد بالإمام المفترض الطاعة من عترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وجعلوا هذا الاعتقاد بدعة في الدّين ولا أدري أيّ دين يعنون؟!
هل آية المودّة وآية التطهير وآية المباهلة وسورة الدهر وآية الولاية ، والتصدّق في حال الركوع ، وآية الإبلاغ في غدير خم من سورة المائدة ، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي نزلت في أصحاب الكساء ، فضلاً عن الأحاديث النبويّة فيهم كحديث الغدير والسفينة والثقلين والدار والمنزلة والأئمّة من قريش إثنا عشر ، وغيرها من الأحاديث النبويّة الكثيرة التي رواها الفريقان ، كلّ هذه الحجج من الكتاب والسُنّة ابتداع في الدين الذي يرسمه القوم لأنفسهم؟!
والأنكى أنّ جماعة من أهل سُنّة الجماعة ـ كما نقل التفتازاني في شرح المقاصد (٣) ، في مبحث الإمامة وغيره في كتب أُخرى ـ قائلون بالنصّ
____________
(١) الشرح الكبير بذيل المغني ١٢ / ٣٩ ـ ٤٠.
(٢) المغني ١٢ / ٨١.
(٣) تقدّم نقله في الحلقات الأُولى.