ذكرناهم في الحلقة السابقة الذين اعترضوا على أبي بكر وجلوسه مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذا جابر بن عبد الله الأنصاري وزيد بن أرقم وأبي سعيد الخدري وغيرهم ، وبمقتضى الجمع بين الحديثين وعدم المعارضة والتوفيق بينهما هو الاقتداء بالصحابة الذين والوا عترة النبيّ وركبوا سفينة النجاة ، كما أنّ حديث السفينة المخاطب به كلّ المسلمين بما فيهم الصحابة ، ولفظ الحديث حسب ما زعم (بأيّهم اقتديتم) لفظ العموم البدلي (أي) ، المنطبق على مثل سلمان وأبي ذرّ والمقداد بل إنّ أكثر من صحب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأدمن ملازمته هم قرابته علي وفاطمة عليهما السلام.
٣ ـ أن دعواه ركوب أصحابه سفينة حبّ آل محمّـد سيأتي تفشي سُنّة العداء والنصب لآل محمّـد فيهم ، وجعلهم حبّ آل محمّـد علامة للضعف والجرح ، وأنّهم مقيمون على الجفاء والهجر لعترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، واقرأ التاريخ من يوم وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وحدوث السقيفة إلى يومنا هذا فانظر مَن الذي وصل العترة رحم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم (والّذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) (١)؟! ومَن الذي قطع الصلة بالعترة (والذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل) (٢)؟!
ثالثاً : قد حكى القرطبي في تفسيره عن قوم القول بنسخ الآية بقوله تعالى : (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلاّ على الله) (٣) وبقوله تعالى : (قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلّفين) (٤) ،
____________
(١) سورة الرعد ١٣ : ٢١.
(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٧.
(٣) سورة سبأ ٣٤ : ٤٧.
(٤) سورة ص ٣٨ : ٨٦.