الصحابة ، فرجوا من الله تعالى أن يفوزوا بالسلامة والسعادة في الدنيا والآخرة» (١). انتهى.
أقول :
١ ـ كيف يجمع الرازي بين تفسير القُربى بمعنى القرابة وتفسيرها بمعنى العبادة ؛ مع ما روي بطرق عديدة أنّهم «عليّ وفاطمة وابناهما» ، بل مع قوله تعالى في آيتي الخمس (٢) والفيء (٣) من جعلهما لله وللرسول ولذي القربى بمعنى القرابة وكذلك في آية إيتاء ذي القربى حقّه (٤) التي نزلت خطاباً للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في اعطاء فاطمة فدكاً ، بل لم يرد لفظ وهيئة (القربى) في القرآن بمعنى العبادة والطاعة ونحوهما ، بل جميع مواردها بمعنى القرابة والأهل.
٢ ـ أنّه لم ينقل تتمّة حديث السفينة وهي : «ومَنْ تخلّف عنها هلك» ، وحديث السفينة دالّ على انحصار النجاة بهم.
كما أنّ حديث النجوم المنقول في بعض الطرق الأُخرى لديهم أيضاً هو : «أهل بيتي كالنجوم ...» ، ولو سلّمنا كون ألفاظ الحديث هو ما ذكرها فإنّ أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم هم على مجموعات ، منهم جماعة السقيفة الذين عقدوا بيعة أبي بكر ، ومنهم الأنصار الذين خالفوا تلك البيعة ، ومنهم الموالين لعلي عليه السلام ، كسلمان وأبي ذرّ وعمّار والمقداد وبقية الاثني عشر الّذين
____________
(١) التفسير الكبير ٢٧ / ١٦٧.
(٢) سورة الأنفال ٨ : ٤١.
(٣) سورة الحشر ٥٩ : ٧.
(٤) سورة الإسراء ١٧ : ٢٦.