الإماميّة ما يقضي أنّ له صحبة ؛ فنقل عن أبي جعفر الحائري أحد أئمّة الإمامـية أنّـه روى بسـند لـه ـ أكثرهـم مـن الشـيعة ـ إلى ابن لهيـعة ، عن ابن الزبير ، قال : قدم معاوية حاجّاً فدخل المسجد ، فرأى شيخاً له ضـفيرتان ، كان أحسـن الشيوخ سَمْتاً وأنظفهم ثوباً ، فسأل ، فقيل له : إنّه ابن عريض ، فأرسل إليه فجاء ، فقال : ما فعلت أرضك تيماء؟
قال : باقية.
قال : بعينها؟!
قال : نعم ، ولولا الحاجة ما بعتها.
واستنشده مرثية ابنه لنفسه فأنشده ، ودار بينهما كلام فيه ذكر عليّ ، فغضّ ابن عريض عن معاوية ، فقال معاوية : ما أراه إلاّ قد خرف ، فأقيموه.
فقال : ما خرفت ، ولكن أنشدك الله يا معاوية! أما تذكر يا معاوية لمّا كنّا جلوساً عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فجاء عليّ فاستقبله النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقال : «قاتل الله من يقاتلك ، وعادى من يعاديك» (١).
٦٥ ـ عبـد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن الفضل الخُزاعي النيسابوري الحافظ.
قال الذهبي : قال ابن السمعاني : حدّثنا عنه أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي ، وأبو حرب المجتبى ابن الداعي بن الحسني ، وأحمد بن عبـد الوهّاب الصيرفي ، كلاهما بالري : طالعتُ عدّة من مجالس أماليه
____________
(١) الإصابة في تمييز الصحابة ٣ / ٩٧ ـ ٩٨.