ثمّ سرد ابن أبي طيّ ترجمته في أوراق ، وكيف أُخِذ وسجن خمسة أعوام ، وكيف أُطلق وقت خلع المقتدر ، فلمّا أعادوه إلى الخلافة شاوروه فيه ، فقال : دعوه فبخطيّـته أُوذينا.
وبقيت حرمته على ما كانت إلى أن مات في سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة ، وقد كاد أمره أن يظهر.
قال الذهبي : قلت : ولكن كفى الله شرّه ، فقد كان مُضْمراً لشقّ العصا. وقيل : كان يكاتب القرامطة ليقدموا بغداد ويحاصروها.
وكانت الإمامية تبذل له الأموال ، وله تلطّف في الذبّ عنه ، وعبارات بليغة تدلّ على فصاحته وكمال عقله ، وكان مُفْتي الرافضة وقُدوتهم ، وله جلالة عجيبة ، وهو الذي ردّ على الشلمغاني لمّا عَلِم انْحلاله (١).
٥٦ ـ حسين بن عقبة الضرير بن عبـد الله البصري الضرير*.
قال الذهبي : من أعيان الشيعة ، قرأ على الشريف المرتضى كتاب الذخيرة وحفظه وله سبع عشرة سنة ، وكان من أذكياء بني آدم.
ورد أنّه قال : أقدر أحكي مجالس المرتضى وما جرى فيها من أوّل يوم حضرتُها ، ثمّ أخذ يسردها مجلساً مجلساً والناس يتعجّبون (٢).
قال ابن حجر : قرأ على الشريف أبي القاسم المرتضى القرآن وحفظه وله سبع عشرة سنة ، وكان من أذكياء بني آدم ، وكان من أعيان الشيعة ، مات سنة إحدى وأربعين وأربعـمائة (٣).
____________
(١) سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ، الوافي بالوفيات ١٢ / ٣٦٦.
(٢) تاريخ الإسلام السنوات ٤٤١ ـ ٤٦٠ / ٤٣ رقم ١٠.
(٣) لسان الميزان ٢ / ٥٥٢ رقم ٢٧٨٦.