عباس وجمع من التابعين ، وقد صحّحها جماعة منهم الحافظ ابن حجر» (١).
* * *
ملاحظات على مناسبة النزول
ولكننا نلاحظ على هذه الرواية :
أولا : أنها لا تنسجم مع عصمة النبي في التبليغ التي أعلنها القرآن في قوله تعالى : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) [النجم : ٣ ـ ٤] الذي يعني امتناع صدور أيّة كلمة منه إلا من خلال الوحي الإلهي ، وفي قوله تعالى : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ* لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ* ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ* فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) [الحاقة : ٤٤ ـ ٤٧] الذي يدل على امتناع صدور أيّة زيادة من النبي عما أوحى الله به إليه.
ثانيا : إن جوّ سياق الآيات لا ينسجم مع الكلمتين اللتين أقحمتا في السورة ـ حسب الرواية ـ وكيف يتناسب هذا مع قوله سبحانه : (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) [النجم : ٢٣] فكيف صدر هذا الكلام عن النبي ؛ هل كان عن غير وعي ، بأن كان ذلك سبقا من لسان بتصرف من الشيطان سهوا منه وغلطا من غير تفطن ، كما ذكر البعض في مقام توجيه الرواية؟!
ولكنّ ذلك يفرض عليه أن ينتبه إلى المسألة بنفسه بعد أن يرجع إلى أجواء السورة ويقرأها قراءة ذاتية كما هو مفروض ، كونه يعي القرآن النازل عليه من خلال القراءة والتأمل والتفكير ، باعتباره القاعدة التي يرتكز عليها
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ١٤ ، ص : ٣٩٨.