إنها سنّة الحياة وفطرة الله التي ينطلق منها الإنسان بشكل طبيعيّ عفويّ لا يحتاج تشكيلها إلى تعقيدات التربية ، بل إلى نوع من التخطيط والتنظيم الذي يعرّفه كيفية المحافظة على الخطوط التفصيلية في أوضاعه وعلاقاته وخطواته ، ليحفظ حركته ـ في هذا الاتجاه ـ من الاهتزاز أو الانحراف أو السقوط ، بفعل العوامل الذاتية أو الخارجية التي قد توحي له بالشرّ في طريق الخير ، وبالانحراف في خط الاستقامة ، ليعرف هل هو سائر في الاتجاه الصحيح أو الخاطئ.
* * *
الله ينصر من ينصره
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) من خلال ما يهيّئه له من وسائل النصر من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب ، وما يثيره في داخل نفسه من عوامل القوّة الروحية ، مما قد يحقق كثيرا من شروط النصر ، على المستوى المادي والمعنوي .. وربما تتدخل القوّة الإلهية ـ في بعض الحالات ـ بطريقة غيبيّة تمهد بعض الأجواء التي قد لا تتحقق بدونها. وعلى كل حال ، فإن النصر الإلهي مهما اختلفت وسائل ، فإنه لا يبتعد عن السنن الإلهية المودعة في الكون بالطريقة المألوفة ، أو غير المألوفة ، في ما يأخذ به الإنسان من أسباب النصر ، التي هي ـ في عمقها الكوني والإنساني ـ من الله الذي خلق الأسباب والمسبّبات ، سواء كانت بطريقة مباشرة ، أو غير مباشرة.
(إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) فلا يستطيع أحد منعه من تحقيق ما يريد ، لأن قوته هي القوّة المطلقة التي لا تقف عند حد ، ولا يملك أحد أن يقف أمام إرادته ، في ما يحكم به أو يقدّره ، لأنه العزيز الذي لا يستطيع أحد أن ينتقص من عزّته شيئا.