خاضعة للخصوصية الزوجية ، في التعدي على الزوج ، أو على بيت الزوجية ، لأن المسألة إذا أثيرت في هذا النطاق ، فإنه قد يعطي البعض من خلال تجريد فكرة الحرية الفردية ، أن للزوجة الحق نفسه على هذا المستوى بما لا يتنافى مع حق الزوج ، تماما كما هو الحال بالنسبة للزوج ، في القانون الوضعي.
* * *
القاعدة الأخلاقية في التشريع الإلهي
وبكلمة واحدة ، إن النظرة الإسلامية لطبيعة الأخلاق ودورها وحدودها لا تنطلق من تفكير موضوعي مجرّد ، بل من الخط الإلهي الذي ترسمه الرسالات في شرائعها ، بحيث يكون التشريع الإلهي في ما يأمر به الله أو ينهى عنه ، لجهة ما يريد أن يؤكده في ذات الإنسان من عناصر الشخصية ، ولجهة ما يريد أن يخطط له من علاقات في حركته الاجتماعية ، هو القاعدة التي يتحرك من خلالها الإنسان.
وليس معنى ذلك ، أن الخط الأخلاقي الرسالي يتحرك في المطلق ، في دائرة التعبد الذي لا يخضع في طبيعته للحقائق الموضوعية في حركة الإنسان في الحياة ، بل معناه أن المسلم لا يستطيع الاستقلال في نظرته إلى المسألة ، ليتطلع إليها من خلال النظرة الذاتية ، أو الموضوعية المستقلة من خلال المعطيات المتوفرة لديه ، في ما يملكه من أدوات المعرفة للعمق الواقعي للأشياء ، بل عليه أن يختزن ـ في داخله ـ النظرة الدينية التي يسلم فيها لله موقفه وأمره وتقييمه للأمور ، ويفكر في القاعدة الأخلاقية من خلال حدود التشريع الثابت بشكل قطعيّ ، أو بحجّة معتبرة .. وبذلك يكون الشرع هو الذي يبني للمسلم مفاهيمه عن القضايا العامة ، بدلا من أن تكون مفاهيمه الذاتية هي