مسئولية ما قام به من الأعمال ، كما هو حال المستضعفين والمستكبرين ، والتابعين والمتبوعين .. وربما يحصل بعض التساؤل داخل الجنة بين أهلها ، أو داخل النار بين أصحابها ، فلا ينافي ذلك التساؤل الحاصل بينهم في هذه الآية ، لأنها تعبير عن انشغال كل منهم بنفسه في ما يواجهه من أخطار القيامة وأهوالها.
* * *
الكافرون وعذاب يوم القيامة
(فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) بإيمانهم وعملهم الصالح (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) لما أخذوا به من أسباب الفلاح. (وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) لأنهم لم يحصّلوا من النتائج الصالحة ما يشكّل سببا للحصول على رضى الله ، بل حصّلوا ـ على العكس من ذلك ـ النتائج السيئة التي تخفف موازينهم عنده. من هنا ، فإن رضى الله سبحانه وتعالى هو الأساس الثابت لأن يربح الإنسان نفسه ، لأن مسألة الربح والخسارة هنا ليست مسألة مكسب معيّن أو حالة طارئة من حالات الكسب التي قد يحصل عليها الإنسان فيكون رابحا في الموسم ، وقد لا يحصل عليها ، فيسجّل في الخاسرين ، بل هي مسألة خسارة المصير كله إلى الأبد حيث إنهم (فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ) فلا مجال للخروج منها إلى الجنة ، أو إلى أيّ موقع آخر بعيد عنها ، لو وجد مثل هذا الموقع ، في غير الجنة.
(تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ) في ما تثيره من اللهب الذي يلامس الوجوه فيحرقها حتى تسيل لحومهم على أعقابهم ، (وَهُمْ فِيها كالِحُونَ) في صورة من العبوس الذي يجمع السواد والتكشير المملوء بالألم.
* * *