(فَتَرَبَّصُوا) : التربص : المكث ، والانتظار. والتربص بالشيء : أن تنتظر به يوما ما.
* * *
مناسبة النزول
ذكر في مجمع البيان عن ابن عباس ، في ما نقله أو استوحاه من موقع الآية ، قال : لمّا أمر الله تعالى المؤمنين بالهجرة وأرادوا الهجرة ، فمنهم من تعلقت به زوجته ، ومنهم من تعلق به أبواه وأولاده ، فكانوا يمنعونهم من الهجرة ، فيتركون الهجرة لأجلهم ، فبيّن سبحانه ، أن أمر الدين مقدّم على النسب ، لذلك وإذا وجب قطع قرابة الأبوين ، فالأجنبي أولى ... وروي أنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حيث كتب إلى قريش يخبرهم بخبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما أراد فتح مكة (١) ، تعاطفا مع أهله الموجودين في مكة.
وربما كانت هذه الرواية أقرب إلى جوّ الآية من الرواية السابقة ، لأن قضية الموالاة هي قضية الموقف المتحرك لدعم موقف هؤلاء ، لا مجرد التعاطف الذي يمنعهم من التحرك ، فهي التعبير عن الجانب الإيجابي المضاد ، لا الجانب السلبي ... وقد يكون الجو فيها أشمل من ذلك ليشمل كل موقف سلبيّ أو إيجابيّ مضادّ للموقف الإيماني ، انطلاقا من العاطفة التي تفرضها القرابة أو نحوها.
* * *
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٥ ، ص : ٢٣ ـ ٢٤.