وكانوا ينصلون فيها الأسنّة ويتفرغ النّاس فيها إلى معايشهم وكان الرّجل يقلّد بغيره أو نفسه قلادة من لحاء شجر الحرم فلا يخاف (١).
(الْبَلاغُ) : وصول المعنى إلى غيره. وهو ها هنا وصول الإنذار إلى نفوس المكلفين. وأصل البلاغ : البلوغ ، ومنه البلاغة : وهي إيصال المعنى إلى النفس في أحسن صورة من اللفظ. والبلاغ : الكفاية ، لأنّه يبلغ مقدار الحاجة.
* * *
مناسبة النزول
جاء في الدر المنثور : عن مقاتل بن حيان ، قال : أنزلت هذه الآية في عمرة الحديبيّة ، فكانت الوحش والطير والصيد يغشاهم في رحالهم ، لم يروا مثله قط في ما خلا ، فنهاهم الله عن قتله وهم محرمون (لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ) (٢).
وجاء عن الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي في التهذيب : عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبي ، قال : «سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ) قال : حشر عليهم الصيد من كل وجه حتّى دنا منهم ليبلونهم به» (٣).
* * *
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٣ ، ص : ٣٠٩.
(٢) الدر المنثور ، ج : ٣ ، ص : ١٨٥.
(٣) التهذيب ، ج : ٥ ، باب : ١٦ ، ص : ٣٠٠ ، رواية : ٢.