دليل التحريم لا يشمله ، والله العالم. وتتمة البحث موكول إلى محله.
ولعلّ من الخير للثقافة القرآنيّة أن تختم هذا البحث في مناسبات النزول بما رواه العياشي عن هشام عن الثقة رفعه عن أبي عبد الله ـ جعفر الصادق عليهالسلام ـ أنّه قيل له : روي عنكم أنّ الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجال فقال : ما كان ليخاطب الله خلقه بما لا يعقلون» (١).
ونستفيد من هذه الرّواية ـ إن صحّت ـ أنّ التفسير القرآني الّذي يتضمن المعنى الّذي لا يفهمه القارئ من اللفظ بحسب المتبادر منه عرفا ، سواء كان من قبيل التفسير الباطني أو غيره ، ليس صحيحا. والله العالم.
* * *
أسلوب القرآن الخاص في معالجة العادات المضرة
للقرآن أساليبه المتنوعة في إبعاد النّاس عن بعض العادات المضرّة الّتي تحوّلت إلى ما يشبه الإدمان ، فيذكرها أكثر من مرة ، ولكنه يتبع في ذلك أسلوب الإجمال والتفصيل من جهة ، وطريقة التدرّج في توضيح الصورة الحقيقيّة من جهة أخرى. ومن هذه العادات ، شرب الخمر ولعب القمار «الميسر» ، والأنصاب ، وهي الأصنام الّتي كان النّاس ينصبونها لذبح القرابين عليها ويتبرّكون بها ، والأزلام وهي القداح الّتي كانوا يستقسمون بها ، وقد تطلق على السهام الّتي كانوا يتفاءلون بها عند العزم على فعل بعض الأمور.
وقد تقدم الحديث عن هذه الأمور في آيات سابقة ، فقد جاء الحديث عن الخمر والميسر في سورة البقرة ، في قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ
__________________
(١) البرهان في تفسير القرآن ، ج : ١ ، ص : ٤٩٨.