وعفيف بن معدي كرب الكندي ، والأسلوم اليامي ، قد حرّم الزنى والخمر معا.
من هنا ، وبناء على ما تقدم ، نستطيع الجزم بأنّ الرّوايتين مدار البحث ، هما من الأحاديث الموضوعة للنيل من علي عليهالسلام ومنزلته ومقامه من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خاصة ، والمسلمين عامة.
ويمكن تفسير وضعهما بالصراعات الشديدة الّتي تمحورت حول قضية الخلافة ، وما تناسل عنها من مشاكل وأوضاع وعصبيات وأحقاد.
ولولا أننا رأينا مثل هذه الرّواية متداولة في بعض كتب المتأخرين ، كسيد قطب في «ظلال القرآن» ، لما تحدثنا عنها ، لأنّها أسخف من أن تقع مجالا للنقاش.
* * *
هل هناك تدرّج في تحريم الخمر؟
هذا وأخرج أحمد عن أبي هريرة قال : «حرمت الخمر ثلاث مرات : قدم رسول الله ، وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر ، فسألوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عنهما فأنزل الله : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) الآية [البقرة : ٢١٩] فقال النّاس : ما حرّم علينا ، إنّما قال : (إِثْمٌ كَبِيرٌ) ، وكانوا يشربون الخمر حتّى كان يوم من الأيام صلّى رجل من المهاجرين أمّ أصحابه في المغرب ، خلط في قراءته ، فأنزل الله أغلظ منها : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ) [النساء : ٤٣] وكان النّاس يشربون حتّى يأتي أحدهم الصّلاة وهو مغتبق ، ثمّ نزلت آية أغلظ من ذلك : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ) الى قوله (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) قالوا : انتهينا ربّنا ، فقال النّاس : يا رسول الله ، ناس قتلوا في سبيل الله وماتوا على فرشهم كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر ،