أساليب المجاملة الخادعة الّتي تحاول أن تتغافل عن كل السلبيات بطريقة سطحيّة مائعة تواجه المشكلة في مستوى اللحظات السريعة ، لننطلق إلى الدراسة الهادئة الدقيقة الّتي تعمل على التعامل مع الموقف ، من خلال المعطيات الواقعيّة الموجودة في الساحة فتثير الإيجابيات في بعض المواقع ، وتشير إلى السلبيات في بعض آخر ، وقد تغفلها في مواقع أخرى ، لتوجه الحالة إلى النتائج الطيبة. إن الابتعاد عن مثل هذه الدراسة الواقعيّة الهادئة ، والسير في خط الأساليب العاطفية ، يميع الموقف ويفقده جديته ، بل يوحي بالهروب من الواقع والاختفاء خلف الألفاظ البرّاقة ، والعودة من جديد إلى تعقيدات الواقع الصعب ، بعد اكتشاف السراب في لحظة الوصول إلى الأفق البعيد.
ثالثا : إن هذا الجو الإيجابي في الآيات ، الذي يؤدي إلى النتائج الإيجابية على صعيد اللقاء ، يدفعنا إلى اكتشاف المسألة على مستوى الأرضيّة التي نقف عليها ، لنتعرّف الملامح الحقيقيّة للواقع ، لأن العوامل التاريخيّة والسياسيّة المعقدة ، قد تركت آثارا عميقة في داخل القلوب والنفوس والأفكار ، وخلفت جروحا في الأعماق ، مما جعل الجو يختلف كثيرا عن أجواء هذه الآيات ، فكانت العقدة موضع الفكر ، وعاش الحقد في مواقع المحبة ، وارتفعت الحواجز أمام فرص اللقاء ، وبدأت الساحة في بعض مواقعها تتكشف عن نصرانيّة يهوديّة في حقدها وعداوتها للإسلام والمسلمين ، الأمر الذي يوحي بالحذر الذي يدفع إلى الواقعيّة ولا يدعو إلى الشلل لئلا يجرنا التساهل في مثل هذه الأمور إلى الوقوع في الفخ المنصوب لنا تحت تأثير الشعارات الخادعة الداعية إلى المحبة ، في الوقت الذي تعمل فيه ، بكلّ جهدها ، للتخطيط الدقيق للسير في خط الحقد والعداوة.
رابعا : إن التأكيد على استخدام صيغة التفضيل في عداوة اليهود والذين أشركوا للمسلمين ، يجعلنا نواجه الموقف في علاقتنا مع اليهود والجماعات