الفكرة الباحثة عن الوضوح في رحلة البحث عن الإيمان ، فلا يتحول الاختلاف إلى عداوة تتعمّق بالممارسات السلبية ، بل يتحول إلى تجربة حيّة صادقة تفتح الطريق إلى صداقة فكريّة تتأكد بالكلمات والمواقف الإيجابيّة.
* * *
التواضع للحق أساس الانفتاح على الآخر
وقد يكون من الأفكار التي نستوحيها ـ من هذه الآيات ـ أن هذه المودّة القريبة التي يقررها القرآن الكريم ، في موقف النصارى من المسلمين ، كانت بسبب هذه الروحيّة المتواضعة المنطلقة التي يعيشها القسيسون والرهبان في ما يستلهمونه من تعاليم الإنجيل ، وما يستوحونه من ابتهالات التأمل بين يدي الله. هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فإنها تعود إلى الانفتاح الفكري والروحي على الأفكار والآفاق الجديدة التي يطرحها الآخرون من خلال آيات الله ، فلا يواجهونها بالرفض السريع ، بل بالتأمل الدقيق والفكر العميق ، وفي ضوء ذلك ، نستطيع أن نشير إلى عدة نقاط في الموضوع :
أولا : إن ذلك يدفعنا إلى إفساح المجال ـ دائما ـ للانطلاق بالواقع إلى هذا الجو ، فنعمل على إثارة المعاني الروحيّة في أخلاقيات النصرانيّة المستمدة من الإنجيل من أجل اكتشاف مواطن اللقاء في ما يلتقي فيه الإسلام والنصرانيّة من مفاهيم في الإيمان والحياة ، ليكون ذلك أساسا لاحتواء كل السلبيات التي تتحرك في الساحة فتدفعها إلى التعقيد والارتباك. وبذلك يمكن للعاملين أن يبدءوا في عملية الإعداد لإيجاد الأرضية الصلبة الّتي تؤدي إلى الوقوف المشترك ، في موقف الاتحاد أو التفاهم.
ثانيا : إن هذه الفكرة توحي لنا بالابتعاد عمّا تعارف عليه الناس من