الاستفهام ، حول الذات والطريق المتحركة بأكثر من قضيّة اتهام ، في الدوافع والغايات؟ ولا تتوقف الآية عند ذلك ، بل تعمل على أن لا تترك مجالا للتردد والخوف القلق ، بل تحسم الأمر كله بالكلمة الّتي تحمل ثقل المسؤوليّة لتوحي بأن القضايا الصعبة في حركة الرسالة تساوي الرسالة ، لأن قيمتها تتمثل بالموقف الذي يركز القاعدة في موقع التحديات ، ويفتح الآفاق على امتدادات الصراع. فإذا اهتز الموقف فإن القاعدة تصبح في قبضة اهتزازات الرياح وهدير العواصف ، وإذا اختنقت الآفاق بنوازع الخوف والتردد ، فإن الصراع سيفقد قوته وحيويته ، ويختنق بأجواء المأساة ، وتتصاعد الكلمة لتأخذ مجالها الروحي الإلهي ، بكل ما لمعنى الألوهيّة من قوّة وعظمة ، وبكل ما لكلمة الناس أمامها من ضعف وحقارة ، ليرتفع الإنسان من خلال ذلك إلى الرحاب الواسعة حيث الشعور بالروحية المنفتحة الممتدة في آفاق الله ، فيوحي له بالطمأنينة والسلام والأمان أمام كل التحديات من كل الناس ، فها هو الوعد الإلهي بالعصمة من الناس ، من كل ما يفكر فيه الناس ، ومن كل ما يخططون له ، أو يتحركون فيه.
* * *
ماذا يستوحي العاملون لله من ذلك كله؟
إن هناك أكثر من فكرة إسلاميّة يدور حولها الجدل في الساحة الفكرية في كل زمن كان للفكر فيه ساحة للصراع.
وإن هناك أكثر من موقف إسلامي يختلف فيه الناس ، في سلبياته وإيجابياته ، في انسجامه مع المواقف التي يألفها الناس ، وفي ابتعاده عنها ، في مجالات تعدد المواقف واهتزازها ، وإن هناك أكثر من جهة ، أو شخص ، ممن