إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير من وحي القرآن [ ج ٨ ]

265/423
*

في الإمام ، بالمستوي الذي يملك فيها التفوق الأفضلية على غيره من صحابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لا سيما في الجانب المتصل بالوعي الفكري التشريعي للرسالة الإسلاميّة.

ومن الواضح ، أن مسألة بهذه الأهمية يؤدي إهمالها إلى أن تبقى حركة الرسالة في مهب الرياح ، كما لاحظناه في اهتزاز المسيرة الإسلامية في كثير من جوانبها لعدم انطلاقها من قاعدة صلبة في طبيعتها وموضوعها. وعلى ضوء ذلك ، نفهم أن المتعيّن هو تفسير كلمة (المولى) بالولاية في خط القيادة بقرينة قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم» ، فإنها ظاهرة في أن قوله «من كنت مولاه فعلي مولاه» يعني من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه ، لأنه أراد أن يثبت له ما هو ثابت لنفسه مما أخذ اعترافهم به ، وهو كناية عن القيادة لا المحبة والنصرة ـ كما يقول صاحب تفسير المنار (١) هذا من

__________________

(١) قال صاحب المنار السيد محمد رشيد رضا في تفسيره حول هذا الموضوع : «أما حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه) فقد رواه أحمد في مسنده ، والترمذي والنسائي ، والضياء في المختارة ، وابن ماجة وحسنه بعضهم ، وصححه الذهبي بهذا اللفظ ، ووثق سند من زاد فيه «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه إلخ» وفي رواية أنه خطب الناس ، فذكر أصول الدين ، ووصّى بأهل بيته ، فقال : إني تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يراد علي الحوض ، الله مولاي ، وأنا ولي كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي وقال ـ الحديث ـ أي من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه

وحمل صاحب المنار كلمة المولى على إرادة الولاية في الحديث ، ولاية النصرة والمودة. ثم قال : وأما الحديث ـ من كنت مولاه فعليّ مولاه ـ فنهتدي به ، نوالي عليّا المرتضى ، ونوالي من والاهم ، ونعادي من عاداهم ، ونعد ذلك كموالاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونؤمن بأن عترته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا تجتمع على مفارقة الكتاب الذي أنزله الله ، وأن الكتاب والعترة خليفتا الرسول ، فقد صح الحديث بذلك في غير قصة الغدير فإذا أجمعوا على أمر قبلناه واتبعناه وإذا تنازعوا في أمر رددناه إلى الله والرسول رشيد رضا ، محمد ، تفسير المنار ، دار المعرفة ، بيروت ـ لبنان ، ط : ٢ ص : ٤٦٥ ـ ٤٦٧