الإسلام يعمل من أجلها على أساس عقيدته وشريعته ، قد تخلق بعض العقد الداخليّة ، وقد تثير بعض المشاكل العمليّة والفكريّة ، مما يفرض فرزا في المواقع وتعقيدا في المواقف ، والتقاء على المعارضة للإسلام ، وقد أثبتت الممارسات التاريخيّة في حال ظهور الإسلام وبعده بعض ذلك. ولهذا أراد الإسلام للمؤمنين أن يعيشوا في داخل حياتهم وخارجها الخطوط الفاصلة العازلة ، بين المواقع المتنوعة والمواقف المختلفة ، من أجل الحفاظ على الجانب الفكري للعقيدة ، فلا يتأثر بالانحراف الّذي قد يأتي من المجاملات الّتي تساهم في تمييع الموقف ، من أجل التأكيد على سلامة المسيرة ، فلا تهتز أمام الأوضاع العاطفيّة والعلاقات الذاتيّة البعيدة عن التركيز.
* * *
المحبة والتعاون أساس قوة العلاقات الإنسانية
وربّما كان الإسلام يتحرك في هذا التأكيد من قاعدة إنسانيّة ثابتة ، وهي أنّ الأساس في قوة العلاقات بما تفرضه من محبة ومودّة ونصرة وتعاون ، هو القاعدة الفكريّة والروحيّة الّتي ينتمي إليها النّاس ، فهي الّتي تمنح الثبات للعلاقة ، وتثبت المواقف في العمل ، سواء في ذلك الحالات الّتي تمثّل التوافق في كل التفاصيل ، أو الحالات الّتي تتوافق فيها القواعد العامّة على أكثر من تفصيل ، فإذا كانت العلاقات تقوم على أساس التوافق ، أمكن لها أن تساهم في إيجاد صيغة للوحدة أو للتنسيق ، أمّا إذا كانت تقوم على أساس التحالف ، وكان التحالف يتحرك في اتجاه النوازع الذاتيّة الّتي تحكم الذات ، فلا بدّ من أن يكون الموقف قائما على أساس الحذر الّذي يدعو إلى الترقّب والتأمّل في رصد الأوضاع والعلاقات على أساس من الواقعيّة ، لأنّ الاستسلام للثقة في الأجواء الّتي لا تدعو إلى الثقة بل تدعو إلى العكس ، يعتبر لونا من السذاجة