إلى قريظة حين نقضت العهد ، فلما أطاعوا له بالنزول أشار إلى حلقه الذبح الذبح. (١).
ونلاحظ في هذا الاختلاف في الرّوايات في سبب نزول هذه الآية ، أنّ من الممكن أن تكون المسألة اجتهادا من الرواة من خلال روايتهم للأحداث المذكورة المتنوعة الّتي اعتبروها مناسبة للآية مما يستوحون منه أنّها أسباب نزول. والله العالم.
وعلى أيّ حال ، فإنّها تمثّل أمورا متصلة بالآية من الناحية التطبيقيّة باعتبار أنّها قد تكون لونا من ألوان التولي لليهود وللنصارى من قبل بعض المسلمين ، وقد لا يكون من المستبعد أن تكون الآية واردة في اتجاه تأكيد القاعدة العامة للعلاقات الّتي تربط بين المسلمين وغيرهم من اليهود والنصارى على أساس إبعادهم عن النتائج السلبيّة الحاصلة من ذلك.
* * *
أسس العلاقة مع اليهود والنّصارى
يفرض الإسلام على المسلم أن يؤمن بالرسل أجمعهم وبالرسالات كلها ، ولكنّه يريد له أن يكون واقعيا في علاقته بالّذين ينتمون إليها ، وذلك من موقع السلوك العدواني الّذي التزموه في علاقتهم بالمسلمين ، لأنّهم يعتقدون بطلان عقيدة المسلمين في ما يعتقدونه من رسول وفي ما يتبعونه من شريعة ، ولأنّ طبيعة التحرك الإسلامي في مجال الدعوة الّتي قد تعارض بعض مفاهيمهم الخاطئة للرسالات الّتي ينتمون إليها ، أو في مجال السلطة الّتي كان
__________________
(١) تفسير الطبري ، م : ٤ ، ج : ٦ ، ص : ١٧٨.