مقامي هذا ، في عامي هذا ، في شهري هذا ، إلى يوم القيامة ، حياتي ومن بعد موتي. فمن تركها وله إمام ، فلا جمع الله له شمله ، ولا بارك الله في أمره ، ألا ولا حجّ له. ألا ولا صوم له. ألا ولا صدقة له. ألا ولا برّ له. ألا ولا يؤم أعرابي مهاجرا. ألا ولا يؤم فاجر مؤمنا. إلا أن يقهره سلطان يخاف سيفه أو سوطه» (١).
خطبة له صلىاللهعليهوسلم : «أيها الناس ، إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم. وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم. إن المؤمن بين مخافتين ؛ بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه ، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله تعالى قاض عليه فيه. فليأخذ العبد لنفسه من نفسه ، ومن دنياه لآخرته ، ومن الشبيبة قبل الكبر ، ومن الحياة قبل الموت ، والذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب ، ولا بعد الدنيا دار إلا الجنة أو النار» (٢).
خطبة له صلىاللهعليهوسلم : «إن الحمد لله أحمد وأستعينه. نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا. من يهد الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. إن أحسن الحديث كتاب الله ، قد أفلح من زينه الله في قلبه ، وأدخله في الإسلام بعد الكفر ، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس إنه أصدق الحديث وأبلغه. أحبوا من أحب الله وأحبّوا الله من كل قلوبكم. ولا تملوا كلام الله وذكره. ولا تقسوا عليه قلوبكم. اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، اتقوا الله حق تقاته وصدقوا صالح ما تعملون بأفواهكم ، وتحابوا بروح الله بينكم. والسلام عليكم ورحمة الله» (٣).
ليبلّغ الشاهد الغائب ..
خطبة له صلىاللهعليهوسلم في أيام التشريق : قال بعد حمد الله : «أيها الناس ، هل تدرون في أي شهر أنتم ، وفي أي يوم أنتم ، وفي أي بلد أنتم ، قالوا : في يوم حرام ، وشهر حرام ، وبلد حرام (٤).
قال : ألا فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، إلى يوم تلقونه» (٥).
__________________
(١) الطبراني ١ / ٢٧٩ ، والجوامع (٩٥٨٩) ، والكنز (١٠١٧٠).
(٢) القرطبي ١٨ / ١١٦.
(٣) مسلم في : الجمعة (٤٦) ، والقرطبي ١١ / ٢١٨ ، ودلائل النبوة ٢ / ٢٤٧ و ٥٢٤.
(٤) الدرّ ٣ / ٢٣٤.
(٥) أحمد ٤ / ٣٣٧ و ٥ / ٣٧ ، و ٧٢ والطبراني ١٨ / ٣١٢ ، وإرواء الغليل ١ / ٤٣ ، وقال حفظه الله :
صحيح.