واحلل عقدة الخوف عنهم» وقوله حين سئل عن قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنما قال ذلك والدين في قلّ ، فأما وقد اتسع نطاق الإسلام فكل امرئ وما اختار».
وسأل علي رضي الله عنه بعض كبراء فارس عن أحمد ملوكهم عندهم ، فقال : «لأردشير فضيلة السبق ، غير أن أحمدهم أنو شروان» قال : «فأي أخلاقه كان أغلب عليه؟» قال : «الحلم والإناءة».
فقال علي رضي الله عنه : «هما توأمان ينتجهما علوّ الهمة». وقال : «قيل كل امرئ ما يحسن» وقال : «العلم قفل ومفتاحه المسألة».
وكتب خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس : «أما بعد ، فالحمد لله الذي فض خدمتكم ، وفرق كلمتكم». والخدمة الحلقة المستديرة ؛ ولذلك قيل للخلاخيل خدام.
وقال الحجاج «دلوني على رجل سمين الأمانة» ولما عقدت الرئاسة لعبد الله بن وهب الراسبي على الخوارج أرادوه على الكلام فقال : «لا خير في الرأي الفطير» وقال : «دعوا الرأي يغب». وقال أعرابي في شكر نعمة : «ذاك عنوان نعمة الله عزوجل». ووصف أعرابي قوما فقال : «إذا اصطفوا سفرت بينهم السهام ، وإذا تصافحوا بالسيوف قعد الحمام» وسئل أعرابي عن رجل فقال : «صفرت عياب الود بيني وبينه بعد امتلائها واكفهرت وجوه كانت بمائها». وقال آخر : «من ركب ظهر الباطل نزل دار الندامة».
وقيل لرؤبة : «كيف خلفت ما وراءك»؟ فقال : «التراب يابس ، والمال عابس».
ومن البديع في الشعر طرق كثيرة قد نقلنا منها جملة لنستدل بها على ما بعدها ، فمن ذلك قول امرئ القيس (١) :
وقد أغتدي والطير في وكناتها |
|
بمنجرد قيد الأوابد هيكل |
قوله : «قيد الأوابد» عندهم من البديع ، ومن الاستعارة. ويرونه من الألفاظ الشريفة. وعنى بذلك أنه إذا أرسل هذا الفرس على الصيد ، صار قيدا لها ، وكانت بحالة المقيد من جهة سرعة إحضاره. واقتدى به الناس واتبعه الشعراء ، فقيل : قيد النواظر ، وقيد الألحاظ ، وقيد الكلام ، وقيد الحديث ، وقيد الرهان. وقال الأسود بن يعفر :
بمقلص عنز جهير شدة |
|
قيد الأوابد والرهان جواد |
__________________
ـ وشذرات الذهب ١ / ٧٥.
(١) سبقت ترجمته.