ألا لا يجهلن أحد علينا |
|
فنجهل فوق جهل الجاهلينا |
وأما المناسبة فهي كقوله تعالى : (ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) (١) وقوله : (يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) (٢).
وأما «التصريف» فهو تصريف الكلام في المعاني ، كتصريفه في الدلالات المختلفة ، كتصريف «الملك» في معاني الصفات ، فصرّف في معنى «مالك» ، و «ملك» ، و «ذي الملكوت» ، و «المليك». وفي معنى : «التمليك» و «التملك» ، و «الإملاك». وتصريف المعنى في الدلالات المختلفة. كما كرر من قصة موسى في مواضع.
وأما التضمين فهو حصول معنى فيه ، من غير ذكره له باسم أو صفة هي عبارة عنه.
وذلك على وجهين : تضمين توجيه البنية. كقولنا : معلوم يوجب أنه لا بد من عالم. وتضمين يوجبه معنى العبارة من حيث لا يصح إلا به ؛ كالصفة بضارب يدل على مضروب.
والتضمين كله إنجاز. والتضمين الذي تدل عليه دلالات القياس أيضا إنجاز وذكر أن : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) من باب التضمين لأنه تضمن تعليم الاستفتاح في الأمور باسمه على جهة التعظيم لله تبارك وتعالى ، أو التبرك باسمه.
وأما «المبالغة» فهي الدلالة على كثرة المعنى ، وذلك على وجوه منها مبالغة في الصفة المبينة. لذلك كقولك : «رحمن» عدل عن ذلك للمبالغة ، وكقوله : (لَغَفَّارٌ) وكذلك فعّال وفعول كقولهم «شكور وغفور» وفعيل كقوله : (الرَّحِيمِ) و (قَدِيرٌ) ومن ذلك أن يبالغ باللفظة التي هي صفة عامة كقوله : (خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) (٣) وكقوله : (فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ) (٤) وكقوله : (وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ) (٥) وكقوله : (إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٦) وقد يدخل فيه الحذف الذي تقدم ذكره للمبالغة ، وأما حسن البيان فالبيان على أربعة أقسام : كلام ، وحال ، وإشارة ، وعلامة.
ويقع التفاضل في البيان ، ولذلك قال عز من قائل : (الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ
__________________
(١) آية (١٢٧) سورة التوبة.
(٢) آية (٣٧) سورة النور.
(٣) آية (٦٢) سورة الزمر.
(٤) آية (٢٦) سورة النحل.
(٥) آية (٤٠) سورة الأعراف.
(٦) آية (٢٤) سورة سبأ.