إليه. وما الخسيس الذي ظفر به من الدنيا بأعلى همته ، كالآخر الذي ظفر به من الآخرة من سهمته».
وكتب علي رضي الله عنه إلى عبد الله بن عباس رحمهالله وهو بالبصرة : «أما بعد : فإن المرء يسرّ بدرك ما لم يكن ليحرمه. ويسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه. فليكن سرورك بما قدمت : من أجر أو منطق. وليكن أسفك فيما فرطت فيه من ذلك.
وانظر ما فاتك من الدنيا ، فلا تكثر عليه جزعا ، وما نلته ، فلا تنعم به فرحا. وليكن همّك لما بعد الموت».
كلام لابن عباس رضي الله عنهما : قال عتبة بن أبي سفيان لابن عباس : ما منع أمير المؤمنين أن يبعثك مكان أبي موسى ، يوم الحكمين؟
قال : «منعه والله من ذلك حاجز القدر ، وقصر المدّة ، ومحنة الابتلاء.
أما والله لو بعثني مكانه لاعترضت له في مدارج نفسه ، ناقضا لما أبرم ، ومبرما لما نقض. أسف إذا طار ، وأطير إذا أسفّ. ولكن مضى قدر ، وبقي أسف. ومع يومنا غد. والآخرة خير لأمير المؤمن من الأولى».
خطبة لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه : «أصدق الحديث كتاب الله. وأوثق العرا كلمة التقوى. خير الملل ملّة إبراهيم. وأحسن السنن سنة النبي صلىاللهعليهوسلم.
خير الأمور أوساطها. وشر الأمور محدثاتها. ما قل وكفى ، خير مما كثر وألهى. خير الغنى غنى النفس. وخير ما ألقى في القلب اليقين.
الخمر جماع الإثم. النساء حبالة الشيطان. الشباب شعبة من الجنون. حب الكفاية مفتاح العجزة.
من الناس من لا يأتي الجماعة إلا دبرا. ولا يذكر الله إلا هجرا ، أعظم الخطايا اللسان الكذوب. سباب المؤمن فسق. وقتاله كفر. وأكل لحمه معصية. من يتألّ على الله يكذبه من يغفر يغفر له.
مكتوب في ديوان المحسنين : من عفا عفي عنه. الشقي من شقى في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره. الأمور بعواقبها. ملاك العمل خواتيمه. أشرف الموت الشهادة. من يعرف البلاء يصبر عليه. ومن لا يعرف البلاء ينكره».
خطبة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه : قال الراوي لما حضرته الوفاة قال لمولى له : من بالباب؟
فقال : نفر من قريش يتباشرون بموتك. فقال : ويحك ، ولم؟ ثم أذن للناس فحمد