من الشبه لأنه يشتبه به المراد ، والمقصود بها الآيات التي لم يرد منها المعنى الظاهر ، بل كانت الدلالة فيها مبنية على خلاف الظاهر من خلال القرائن المحيطة بها. وأما الآيات المحكمات فهي التي تمثل المعنى الأم الذي يفسّر كل المعاني الواردة في المشتبهات.
(زَيْغٌ) ميل عن الحق إلى الأهواء الباطلة ، والتزايغ : التمايل في الأسنان.
(ابْتِغاءَ) : الابتغاء : الطلب.
(الْفِتْنَةِ) : أصلها الاختبار ، تقول : فتنت الذهب بالنار ، أي ، اختبرته ، وقيل معناه ، خلّصته ، والمقصود بها فتنة الناس عن دينهم ، أو التلبيس عليهم لإضلالهم بالكفر ونحوه.
(تَأْوِيلِهِ) : التأويل التفسير ، وأصله المرجع والمصير من قولهم : آل أمره إلى كذا يؤول أولا ، صار إليه ، والمقصود إرجاع المعنى في الآيات إلى غير ما انطلق منه من الحق إلى خلافه.
(وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) : الرسوخ : شدة الثبات و «الراسخون في العلم» هم الثابتون والمتمكنون فيه ، المتفقهون والمتعمقون في الدين.
(أُولُوا الْأَلْبابِ) : أصحاب العقول.
* * *
المحكم والمتشابه والتأويل
لقد دار جدل كثير حول المراد من كلمات «المحكم» و «المتشابه» و «التأويل» الواردة في الآية الأولى موضوع النظر والتأمل ، كما تعددت وتنوعت الآراء حول معانيها ، الأمر الذي أدخلها دائرة الإجمال. ونحن هنا نريد استيحاء الفكرة العامة للآية من خلال الجوّ الذي يحيط بها والسياق الذي