(وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا) فإن الشهادة هي مسئولية الناس من أجل الوصول إلى الحقيقة التي ينبغي تركيز الحياة على قواعدها الثابتة ، فلا بد من تحمّلها إذا دعي إلى ذلك ، لأن ذلك هو سبيل إقامة العدل ومحاربة الظلم ، ولو لا ذلك لكانت إقامة البينة معتمدة على الصدفة من دون أي أساس للإلزام.
(وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ).
أي لا يدفعكم الملل أو الضجر اللذان قد ينشئان من الأوضاع النفسية أو من انتظار تهيئة الأجواء أو الشروط الضرورية للشهادة والكتابة ، إلى أن ترفضوا الكتابة أو تمتنعوا من الدخول في تفاصيل الموضوع صغيرا أو كبيرا إلى الوقت المحدد له. فلا بد من توضيح الصورة للحق مهما كان حجمها ليقف الناس عندها من دون حاجة إلى الجدال والنزاع ...
* * *
حالات خاصة
(ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا) فإن أقرب الأمور إلى العدل عند الله ، وأعظم الأشياء إقامة للشهادة ، وأكثر الأساليب تأكيدا على عدم الارتياب في الوصول إلى معرفة الحق ، هو الوقوف عند هذا الخط التشريعي في ما قرره الله من هذا البرنامج العملي المحدّد. وذلك كله في المعاملات التي تفرض تأجيل دفع أحد العوضين إلى أجل مسمى. أمّا في المعاملات الحاضرة المبنيّة على الدفع نقدا في حالة الأخذ والعطاء ، فلا بأس عليكم من عدم الكتابة لعدم الحاجة إليها إلا في حالات خاصة ، ولما في ذلك من الحرج الشديد الذي يوجب صعوبة التعامل لما يتطلبه ذلك من