«أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا
أبو الحسين بن بشران ، أنْبَأ أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ،
حدّثني زكريّا بن يحيى ، عن عبد السلام بن مُطَهّر ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبد
ربّه ، عن أبي كعب الجُرْمُوزي ، أنّ زياداً لمّا قدم الكوفة ، قال : أي أهل
الكوفة! أعَبدٌ؟ قيل : فلان الحِمْيَري ؛ فأرسل إليه فأتاه ، فإذا سمت ونحوٌ ،
فقال زياد : لو مال هذا مال أهل الكوفة معه.
فقال له : إنّي
بعثت إليك لخير.
قال : قال : إنّي
إلى الخير لفقير.
قال : بعثت إليك
لأنولك وأعطيك على أن تلزم بيتك فلا تخرج.
قال : سبحان الله!
والله لصلاة واحدة في جماعة أحبّ إليَّ من الدنيا كلّها ، ولزيارة أخ في الله
وعيادة مريض أحبّ إليّ من الدنيا كلّها ، فليس إلى ذلك سبيل.
قال : فاخرج وصلّ
في جماعة ، وزر إخوانك ، وعد المريض ، والزم شأنك.
قال : سبحان الله!
أرى معروفاً لا أقول فيه؟! أرى منكراً لا أنهى عنه؟! فوالله لمقام من ذلك واحد
أحبّ إليّ من الدنيا كلّها.
قال : يا أبا فلان!
ـ قال جعفر : أظنّ الرجل أبا المُغِيْرَة ـ فهو السيف.
قال : السيف.
فأمر به فضُربت
عنقه.
قال جعفر : فقيل
لزياد وهو في الموت : أبشِر.