قد عُلم ممّا تقدّم : أنّه لم يكن كلّ من كتب إلى الإمام بالقدوم شيعةً له ، فقد كان فيهم الخوارج ، وفيه من ليس من الشيعة ، بل تبيّن فيما بعد كونه من الحزب الأُموي في الكوفة.
أمّا من كتب له من الشيعة ، فمنهم من استشهد معه بكربلاء ، ومنهم من اعتقل في قضية مسلم بن عقيل ، أو طورد وشرّد قبل قدوم الإمام عليهالسلام.
فأين هو الشيعي الذي كتب إليه بالقدوم ثمّ خرج لقتاله؟!
ويتجلّى هذا الذي توصّلنا إليه ويزداد وضوحاً ، فيما إذا عرفنا قادة جيش ابن زياد في كربلاء ، فإنّ قادتهم الكبار هم :
١ ـ عمر بن سعد :
فقد خرج إلى كربلاء في ٤٠٠٠ آلاف ، كانوا قد أُعدّوا للخروج معه إلى الريّ ، لقتال الديلم (١) ، فلمّا جاء الإمام عليهالسلام قال ابن زياد
__________________
(١) وهذا أيضاً من الأُمور الجديرة بالبحث والتحقيق ؛ فإنّا نظنُّ أنّ إعداد هذا الجيش كان لحرب الإمام عليهالسلام ، وإنّما قيل للناس إنّه لقتال الديلم تغطيةً للواقع حتّى لا ينكشف ، وتخديعاً للناس حتّى يجتمعوا