قال : فأشهد أنّه استحيا فذهب لينصرف» (١).
وفي رواية ابن الجوزي :
«جاء سهم فأصاب ابناً للحسين وهو في حجره ، فجعل يمسح الدم عنه وهو يقول : اللهمّ احكم بيننا وبين قومٍ دعونا لينصرونا فقتلونا ؛ فحمل شمر بن ذي الجوشن حتّى طعن فسطاط الحسين برمحه ونادى : علَيَّ بالنار حتّى أُحرق هذا البيت على أهله!
فصاح النساء وخرجن من الفسطاط ، وصاح به الحسين عليهالسلام : حرّقك الله بالنار» (٢).
وقال البلاذري :
«... فرشقوا الحسين وأصحابه بالنبل حتّى عقروا خيولهم ، فصاروا رجّالة كلّهم ، واقتتلوا نصف النهار أشدّ قتال وأبرحه ، وجعلوا لا يقدرون على إتيانهم إلّامن وجه واحد ؛ لاجتماع أبنيتهم وتقاربها ، ولمكان النار التي أوقدوها خلفهم.
وأمر عمر بتخريق أبنيتهم وبيوتهم ، فأخذوا يخرقونها برماحهم وسيوفهم ، وحمل شمر في الميسرة حتّى طعن فسطاط الحسين برمحه ونادى : علَيَّ بالنار حتّى أُحرق هذا البيت على أهله.
فصحن النساء وولولن وخرجن من الفسطاط ، فقال الحسين : ويحك! أتدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي؟!
وقال شبث بن ربعي : يا سبحان الله! ما رأيت موقفاً أسوأ من
__________________
(١) تاريخ الطبري ٣ / ٣٢٦
(٢) المنتظم ٤ / ١٥٥ ـ ١٥٦