لا ينصرنا
إلّاهلك.
فقال له : أمّا
هذا فلا يكون أبداً إن شاء الله تعالى.
ثمّ قام الحسين
إلى رحله ، ثمّ سار ليلاً ساعةً فخفق برأسه خفقة ثمّ انتبه وهو يقول : إنّا لله
وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين.
فأقبل إليه ابنُه
عليّ بن الحسين ، فقال : يا أبتِ جُعلتُ فداك! مِمّ حمدتَ واسترجعتَ؟
قال : يا بنيّ
إنّي خفقتُ [برأسي] خفقةً فعنّ لي فارس على فرس ، فقال : القوم يسيرون والمنايا
تسير إليهم ؛ فعلمتُ أنّ أنفسنا نُعيت إلينا.
فقال : يا أبتِ لا
أراك اللهُ سُوءاً ، ألسنا على الحقّ؟!
قال : بلى والذي
يرجع إليه العباد.
قال : إذاً لا
نبالي أن نموت محقّين.
فقال له : جزاك
الله من ولد خيراً ما جزى ولداً عن والده.
فلمّا أصبح نزل
فصلّى ثمّ عجّل الركوبَ فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرّقهم ، فأتى الحُرّ فردّه
وأصحابه ، فجعل إذا ردّهم نحو الكوفة ردّاً شديداً امتنعوا عليه وارتفعوا ، فلم
يزالوا يتياسرون حتّى انتهوا إلى نِينَوى» .
الإمام في نينوى
وكتاب ابن زياد للحرّ
ووصل الإمام عليهالسلام إلى نينوى ، فلمّا نزل بها «إذا براكبٍ مقبلٍ من الكوفة ،
فوقفوا ينتظرونه ، فسلّم على الحُرّ ولم يسلّم على الحسين
__________________