فقال له : جزاك الله وقومك خيراً! إنّه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف ، ولا ندري علامَ تتصرّف بنا وبهم الأُمور.
فودّعه وسار إلى أهله ووعده أن يوصل الميرة إلى أهله ويعود إلى نصره ، ففعل ، ثمّ عاد إلى الحسين ، فلمّا بلغ عُذيب الهِجانات لقيه خبر قتله ، فرجع إلى أهله (١).
وقال الطبري :
«حتّى انتهوا إلى عذيب الهِجانات وكان بها هجائن النعمان ترعى هنالك ، فإذا هم بأربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة على رواحلهم ، يجنبون فرساً لنافع بن هلال يقال له : الكامل ، ومعهم دليلهم الطرمّاح بن عديّ على فرسه ، وهو يقول :
يا ناقتي لا تذعري من زجري |
|
وشمّري قبل طلوع الفجرِ |
بخير رُكبان وخير سفرِ |
|
حتّى تحلي بكريم النجرِ |
الماجد الحرّ رحيب الصدرِ |
|
أتى به اللهُ لخير أمرِ |
ثمّت أبقاه بقاء الدهرِ
قال : فلمّا انتهوا إلى الحسين أنشدوه هذه الأبيات ، فقال : أما والله إنّي لأرجو أن يكون خيراً ما أراد الله بنا ، قُتلنا أم ظفرنا.
قال : وأقبل إليهم الحرّ بن يزيد فقال : ...» (٢).
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٣ / ٤٠٩ ـ ٤١٠
(٢) تاريخ الطبري ٣ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨ ، وانظر : مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ ١ / ٣٣٣