(وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٢) وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (٦٣) إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦٤) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٦٥) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (٦٦)
____________________________________
أو بحدوثه بغير أب أو بإحيائه الموتى دليل على صحة البعث الذى هو معظم ما ينكره الكفرة من الأمور الواقعة فى الساعة وقرىء لعلم أى علامة وقرىء للعلم وقرىء لذكر على تسمية ما يذكر به ذكرا كتسمية ما يعلم به علما وفى الحديث أن عيسى عليهالسلام ينزل على ثنية بالأرض المقدسة يقال لها أفيق وعليه نصرتان وبيده حربة وبها يقتل الدجال فأتى بيت المقدس والناس فى صلاة الصح فيتأخر الإمام فيقدمه عيسى عليهالسلام ويصلى حلفه على شريعة محمد صلىاللهعليهوسلم ثم يقتل الخنازير ويكسر الصليب ومخرب البيع والكنائس ويقتل النصارى إلا من آمن به وقيل الضمير للقرآن لما أن فيه الإعلام بالساعة (فَلا تَمْتَرُنَّ بِها) فلا تشكن فى وقوعها (وَاتَّبِعُونِ) أى واتبعوا هداى أو شرعى أو رسولى* وقيل هو قول الرسول مأمورا من جهته تعالى (هذا) أى الذى أدعوكم إليه أو القرآن على أن الضمير* فى أنه له (صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) موصل إلى الحق (وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ) عن اتباعى (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) بين العداوة حيث أخرج أباكم من الجنة وعرصكم للبلية (وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ) أى بالمعجزات أو بآيات الإنجيل أو بالشرائع الواضحات (قالَ) لبنى إسرائيل (قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ) أى الإنجيل* أو الشريعة (وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ) عطف على مقدر ينبىء عنه المجىء بالحكمة كأنه قيل قد جئتكم بالحكمة* لأعلمكم إياها ولأبين لكم (بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) وهو ما يتعلق بأمور الدين وأما ما يتعلق بأمور* الدنيا فليس بيانه من وظائف الأنبياء عليهمالسلام كما قال عليهالسلام أنتم أعلم بأمور دنياكم (فَاتَّقُوا اللهَ) فى مخالفتى (وَأَطِيعُونِ) فيما أبلغه عنه تعالى (إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ) بيان لما أمرهم بالطاعة فيه وهو اعتقاد التوحيد والتعبد بالشرائع (هذا) أى التوحيد والتعبد بالشرائع (صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) لا يضل سالكه وهو إما من تتمة كلامه عليهالسلام أو استئناف من جهته تعالى مقرر لمقالة عيسى عليهالسلام (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ) الفرق المتحزبة (مِنْ بَيْنِهِمْ) أى من بين من بعث إليهم من اليهود والنصارى (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) من المختلفين (مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ) هو يوم القيامة (هَلْ يَنْظُرُونَ) أى ما ينتظر الناس (إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ) أى إلا إتيان الساعة (بَغْتَةً) أى فجأة لكن لا عند كونهم* مترقبين لها بل غافلين عنها مشتغلين بأمور الدنيا منكرين لها وذلك قوله تعالى (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) *