٥٦ ـ سورة الواقعة
(مكية وهى ست وتسعون آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢) خافِضَةٌ رافِعَةٌ (٣) إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا) (٥)
____________________________________
(سورة الواقعة مكية إلا آية ٨١ ، ٨٢ فمدنيتان وآياتها ست وتسعون آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) أى إذا قامت القيامة وذلك عند النفخة الثانية والتعبير عنها بالواقعة للإيذان بتحقق وقوعها لا محالة كأنها واقعة فى نفسها مع قطع النظر عن الوقوع الواقع فى حيز الشرط كأنه قيل كانت الكائنة وحدثت الحادثة وانتصاب إذا بمضمر ينبىء عن الهول والفظاعة كأنه قيل إذا وقعت الواقعة يكون من الأهوال ما لا يفى به المقال وقيل بالنفى المفهوم من قوله تعالى (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ) أى لا يكون عند وقوعها نفس تكذب على الله تعالى أو تكذب فى نفيها كما تكذب اليوم واللام كهى فى قوله تعالى (يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي) وهذه الجملة على الوجه الأول اعتراض مقرر لمضمون الشرط على أن الكاذبة مصدر كالعافية أى ليس لأجل وقعتها وفى حقها كذب أصلا بل كل ما ورد فى شأنها من الأخبار حق صادق لا ريب فيه وقوله تعالى (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) خبر مبتدأ محذوف أى هى خافضة لأقوام رافعة لآخرين وهو تقرير لعظمتها وتهويل لأمرها فإن الوقائع العظام شأنها كذلك أو بيان لما يكون يومئذ من حط الأشقياء إلى الدركات ورفع السعداء إلى الدرجات ومن زلزلة الأشياء وإزالة الأجرام عن مقارها بنثر الكواكب وإسقاط السماء كسفا وتسيير الجبال فى الجو كالسحاب وتقديم الخفض على الرفع للتشديد فى التهويل وقرىء خافضة رافعة بالنصب على الحال من الواقعة وقوله تعالى (إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا) أى زلزلت زلزالا شديدا بحث ينهدم ما فوقها من بناء وجبل متعلق بخافضة رافعة أى تخفض وترفع وقت رج الأرض إذ عند ذلك ينخفض ما هو مرتفع ويرتفع ما هو منخفض أو بدل من إذا وقعت (وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا) أى فتتت حتى صارت