وبين الماء حين أرسل ابن زياد إلى عمر بن سعد أن : «حُلْ بين حسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة ...» (١).
قال البلاذري : وذلك قبل قَتْلِ الحسين بثلاثة أيّام (٢).
وقد كان أمر عمرو بن الحجّاج في خمسمائة راكب فينيخ على الشريعة ، ويحولوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء ، وذلك قبل مقتله بثلاثة أيّام ، فمكث أصحاب الحسين عطاشي (٣).
ورواية ابن قتيبة : فنزلوا وبينهم وبين الماء ربوةٌ ، فأراد الحسيُ وأصحابه الماء ، فحالُوا بينهم وبينه ؛ فركب العَبّاسُ فرسه ، وحمل بعض أصحابه على الخيول ، ثمّ حمل عليهم فكشفهم عن الماء حتّى شربُوا وسقوا (٤).
٢ ـ في ليلة العاشر من المحرّم :
لمّا اشتدّ على الحسين العطش ، بعث أخاه العَبّاس في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً ، وبعث معهم بعشرين قربة .... فأمر أصحابه باقتحام الماء
__________________
(١) الإرشاد للمفيد (٢ / ٨٢).
(٢) أنساب الأشراف (٣ / ٣٨٩) وانظر تاريخ الطبري (٥ / ٤١٢) والإرشاد للشيخ المفيد (٢ / ٨٦) والكامل لابن الأثير (٤ / ٥٣).
(٣) الأخبار الطوال (ص ٢٥٥).
(٤) الإمامة والسياسة (١ / ٦٥).
وهذا الحديث يُناسب أوائل أيّام المنع من الماء ، ويبعدُ أن يكون ما وقع ليلة العاشر من المحرّم من حديث نافع بن هلال الّذي سنذكره بعد هذا. ولو اعتبرنا هذا الموقف هو عين الموقف الآتي ، لكانت المواقف ثلاثة.