ليملأوا قربهم فثار إليهم عمرو بن الحجّاج وأصحابه ، فحمل عليهم العَبّاس ونافع بن هلال ، فدفعوهم ، ثمّ انصرفوا إلى رحالهم وقد ملأوا قِرَبَهم (١).
وقال الدينوري : فمضى العَبّاس نحو الماء وأمامهم نافع بن هلال حتّى دنوا من الشريعة (ليلاً) (٢) فمنعهم عمرو بن الحجّاج ، فجالدهم العَبّاسُ على الشريعة بمن معهُ حتّى أزالوهم عنها ، واقتحم رجّالَةُ الحسين الماء فملأوا قربهم ، ووقف العَبّاسُ في أصحابه يّذُبُّون عنهم ، حتّى أوصلُوا الماء إلى عسكر الحسين (٣).
ونادى نافعٌ أصحابَ القرب وقال : املؤوا قِرَب إليهم ، ووقفوا دونهم ، وتَطارَدَ عمروٌ وأصحابه وأصحاب الحسين ، وجاء أصحاب القِرَب فأدخلوها على الحسين وأصحابه (٤).
٣ ـ اليوم العاشر من المحرّم :
وفي يوم عاشوراء ، وأثناء احتدام المعركة ذهب العبّاسُ عليه السلام مع إخوته :
__________________
(١) أنساب الأشراف (٣ / ٣٨٩).
(٢) كلمة (ليلاً) وردت في تاريخ الطبري (٥ / ٤١٢) وفي الفتوح لابن الأعثم : «فأقبلوا في جوف الليل حتّى دنوا من الفرات» الفتوح لابن أعثم (٥ / ١٦٤).
(٣) الأخبار الطوال (ص ٢٥٥).
(٤) أُنظر : تاريخ الطبري (٥ / ٤١٢).