وأحيى سُنّة آبائه وأجداده ، وأعاد إلى الذاكرة مجدَهم التليد ؛ حتّى اختصّ بهذا اللقب «السَقّاء».
قال ابن أبي الدُنيا : وُلْدُهُ يُسمّونَه «السقّاء» ويُكنُّونه «أبا قِرْبة» (١).
وقال النسّابة يحيى بن الحسن العقيقي (ت ٢٧٧ هـ) : هُو الّذي يُقالُ له «السقّاء» لأنّه كان يحملُ على الناس فيُفرّجوا له ، فيأتي الفُرات ، فيستسقي الماء ، ويسقي أصحابه (٢).
وقال الزُبيري : يُسمّونه «السقّاء» ويُكنّونه «أبا قربة» شهد مع الحسين كربلاء ، وعطش الحسينُ ، فأخذ قِرْبةً واتّبعهُ إخوته لأبيه وأُمّه ، بنُو عليٍّ ، وهم : عُثمان ، وجعفرٌ ، وعَبْد الله ، قُتِلَ إخوتُه قبله ، وجاء بالقربة يحملُها إلى الحسين مملوءةً ، فشرب منها الحسينُ (٣).
ونقل أبو الفرج هذا عن حرميّ بن العلاء ، فقال : عن الزُبير عن عمّه : وُلُد العَبّاس بن علي عليهما السلام يُسمّونهُ السقّاء ، ويُكنّونه «أبا قربة» (٤).
وقال البلاذري : وهُو السقّاءُ ، كان حمل قِرْبَةَ ماءٍ للحسين بكربلاء ويُكنّى أبا قربة (٥).
وقال ابن حبّان : والعَبّاسُ يُقال له : «السقّاء» لأنّ الحسين طلب الماء
__________________
(١) مقتل أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام (ص ١٣٠) وفي طبعة المحمودي (ص ١٢٠).
(٢) تسمية من أَعْقَبَ من ولد أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام.
(٣) نسب قريش (ص ٤٣).
(٤) مقاتل الطالبيين (ص ٨٩).
(٥) أنساب الأشراف (٢ / ٤١٣) جمل من أنساب الأشراف (٢ / ٤١٣).